يَصطادُ أم يُصطاد ؟

آراء 2019/03/16
...

حسين الصدر 
 
 - 1 -
للجبابرة والطغاة أحكامهم القاسية ، وأوامرهم المرعبة إزاء من يريدون إيذاءه والانتقام منه .
تلك سجيتهم وطبيعتهم، التي لا يتخلون عنها بحال من الأحوال .
وهي ميراثهم من أسلافهم الفراعنة العتاة، يتوارثونها جيلا بعد جيل ..!!
 
- 2 -
لقد أراد (المكتفي) العباسي الانتقام من (يحيى بن علي المنجم) 
–ت 300 هـ - فأمَرَهُ بصيد الأسد ..!!
وأين صيد الأسد من صيد الغزال ؟! 
ومَنْ الذي يستطيع أنْ يُمسك بهذا الصَيْد ؟
فما كان من يحيى المنجم الاّ ان نظم قصيدة ، بيت القصيد فيها قولهُ :
كلفونا صيد السباع وإنّا 
لَبِخيرِ إنْ لم تصدْنا السباعُ 
انّ الخشية ان تكون القضية عكسية بأنْ يصطاد الأسدُ الصيّاد ..!!
ويقينا انّ الهدف الحقيقي وراء هذا الأمر السلطاني العجيب، هو أنْ يذوق (المنجّم) الموت الزؤام على يد الأسد الضاري ..!!
في هذه المنازلة الرهيبة 
 
- 3 -
في الشريعة الاسلامية : هناك مبدأٌ يقول :
{ لا تكليف الاّ بمقدور } 
ومن هنا فانّ كلّ تلك الأوامر الظالمة ، والتكاليف الغريبة، لا وجود لها على الاطلاق..
 
- 4 -
أُمر المقبور فاضل البّراك -مدير الامن العام أيام الدكتاتورية البائدة – التي قتل من أجلها الحرائر والاحرار وان يدخل في أحواض التيزاب الطيبين والطيبات ان يَلْحَسَ بلسانه ارض الغرفة الخاصة بخلفه ..!!
ودُعي الكادر العفلقي المتقدم كله الى الاشتراك في إطلاق النار على الاعضاء القياديين الذين شَمَّ منهم الطاغية المقبور رائحة التململ من رئاسته ..!!
في عملية تلويث بالدم لا هوادة فيها ...
 
- 5 -
ولابُدَّ ان نُذّكر بأنَّ طريق التقدم والصعود – أيام الدكتاتورية البائدة – كان منحصراً باجتراح جرائم القتل، والتعذيب، والتجسس على الاهل والأقرباء، فضلاً عن الأبعدين ، في أبشع منحى لإفساد الاخلاق واشاعة روح التلذذ بالجرائم والمظالم .
- 6 -
لقد كانوا يطالبون أهل القتيل بثمن الرصاص الذي قُتل به ..!!
إذلالا لعوائل الأحرار ، وانتقاما منهم ..
 
 - 7 -
لقد كان الطاغوت يعلن على الملأ :
انه يستطيع ان يعرف الحقائق (..) بمجرد النظر الى العيون ..!!
وهذا مالم يُسمع من طاغية قبله على الاطلاق..!!
 
- 8 -
ومع هذا قد تسمع بعض الحمقى اليوم يتمنون عودة تلك الايام السود بكلّ ما فيها من مظالم وجرائم وانتهاكات فظيعة للاديان والقوانين والموازين والقيم الحضارية كلها .
انها الحماقة المساوقة لفقدان العقل والقدرة على اصدار الحكم السليم .
لم يكن الانسان العراقي أمنا على نفسه أو دينه أو عِرضْه أيام الدكتاتورية البائدة .
فكيف تقبل الكلمات الغبية التي يتداولها الأغبياء من أيتامِهِ ؟