مواجهة فرض الإرادات!

الرياضة 2022/03/22
...

علي رياح
مَع الاقتراب من الاستحقاق الكروي الأهم في التصفيات الحاسمة المؤهلة إلى المونديال، ندخل في حسابات واضحة وصريحة تتعلق بالمواجهة مع الإمارات، لكنها في الوقت نفسه حسابات تحمل الشجن، فكم من فرصة أهدرناها في هذه التصفيات لتفادي خسارة أو تعادل، بنتائج كانت سترفع غلتنا إلى ما يزيد على النقاط الخمس التي انتهينا إليها بعد ثماني مباريات! 
لكن أوان الندم على اللبن المسكوب قد فات تماما وصار طيّ الماضي، وليس أمامنا سوى التطلع إلى المواجهة المقبلة مع الإمارات على أمل حسمها لصالحنا قبل أن تتجه الأنظار والحسابات والأمنيات إلى اللقاء الأخير أمام سوريا.  المنتخب العراقي، وتحت قيادة عبد الغني شهد، استرد بعضا من عافيته أمام جمهوره يوم الجمعة الماضي بفوزه الثلاثي على زامبيا.. فوز منحنا كنتيجة رقمية دافعا معنويا قبل كل شيء كما أنه حمل للمدرب الجديد بعضا من ملامح الصورة التي يبحث عنها لوضع التشكيل المناسب الذي سيمثلنا أمام الإمارات.  
بالطبع كان الرجل، وكنا معه، نتمنى أن تكون الفرصة المتاحة أمامه للتجريب والاختبار أوسع زمنيا، ولكن هكذا شاءت الأقدار ولا خيار أمامنا سوى التوجه إلى المباراة الحاسمة بأمل الفوز كنتيجة تحقق لنا جملة من الأهداف.. أولها استعادة نغمة الفوز وتحقيق النصر الأول لنا بعد ثماني مباريات عجاف، وثانيها استعادة الروح التي افتقدناها خلال التصفيات خصوصا بعد رحيل المدرب الأسبق كاتانيتش بقرار لا يحمل أي تبرير إيجابي أو مقنع برأينا، وثالثها وقف تقدم المنتخب الإماراتي نحو البطاقة الثالثة في المجموعة، من منطلق أن خسارتنا الخميس – لا سمح الله- ستنهي رحلتنا في التصفيات عمليا وستجعل المنتخب الإماراتي على مقربة شديدة من البطاقة الثالثة مع النظر إلى ما ستؤول إليه أحوال المنتخب اللبناني في مباراتيه المقبلتين!  
لديَّ اليقين في أن منتخبنا حقق أمام زامبيا جانبا مهما من التعافي، بعد استعصاء الحلول الإيجابية على أدفوكات وبيتروفيتش، وبعد أن حوّل التغيير المستمر لطواقم التدريب منتخبنا إلى حقل مفتوح للتجارب العبثية بكل ما حمله من تغيير في قوائم اللاعبين، كدلالة على الافتقار إلى الرؤية والتخطيط في العمل مع المنتخب وصولا إلى الاستقرار المفترض، وقد دفع المنتخب نتيجة هذا التخبط ثمنا باهظا كما لا يخفى على أحد!  
نتطلع إلى مباراة الإمارات بما تحمله من حسابات صارت أوسع من ميدان كرة القدم.. الأمر بات يتعلق بصراع فرض الإرادات.. الطرف الآخر لم يدّخر سبيلا في التأثير في أجواء ومسار المباراة المقبلة، وظفَ كل القدرات المتاحة له في التواصل والتأثير في الاتحادين الآسيوي والدولي بأسلوب لا يمتّ إلى الروابط العربية المفترضة بصلة، وعندي يقين راسخ بأن منتخبنا يتمتع بإرادة لا تلين، وسيفرض إرادته هو وسيجتاز كل العقبات التي وضعت  في طريقه وسيحقق لنا النصر بمشيئة الله.