أدوية {فيسبوكيَّة}

الصفحة الاخيرة 2022/03/22
...

زيد الحلي
لم أجد مسوغاً واحدا، لصمت وزارة الصحة أزاء ما يُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي من إعلانات عن أدوية غير معروفة، ومن مصادر مجهولة، معظمها يدغدغ مشاعر المواطنين، مثل ادوية الجنس والنحافة والتجميل والسرطان والسكري والدهنيات وعلاج المفاصل والآلام الروماتيزمية والخشونة، وما شابه ذلك.. ولم أسمع يوما بيانا تحذيريا تطلقه الوزارة أو نقابة الأطباء او نقابة الصيادلة، يتم فيه توضيح مخاطر هذه الإعلانات الدوائية، التي نشاهدها في كل اللحظات دون حسيب أو رقيب، ويكون ضحيتها آلاف وملايين المواطنين، الذين تستهويهم تلك الإعلانات التي تعرض بطريقة احترافية.. وما زالت الإعلانات مستمرة، وما زال الضحايا يلجؤون إليها على أمل الشفاء الذي 
لا يأتي!
وما يثير الدهشة، أن هذه "الأدوية " تباع على طريقة (ديلفري)، أي التوصيل الى بيوت او محال المواطنين، خالية من اسم او عنوان لشركة او مذخر صحي، فالإعلانات عن الأدوية المغشوشة والدواء بشكل عام تشكل قضية خطيرة للغاية، لأن تأثير الدواء له طابع مجتمعي، بمعنى أنه يحدث آثاراً جانبية صحية، قد تؤدي الى الشلل او عاهات أخرى وربما الى الموت، لقد انخدع كثيرون بإعلانات الأدوية المضللة المنتشرة على صفحات (الفيسبوك) فالمريض كالغريق يتعلق بقشة، ولأن هذه "الأدوية" دائما ما تلعب على وتر الشفاء العاجل، لذلك غالبا ما ينساق وراءها الغرقى وتكون النتيجة مأساوية، حيث تسوء حالتهم الصحية أكثر
 وأكثر.
وهنا، أدعو وزارة الصحة، وهيئة الاعلام والاتصالات، القيام بدورهما في تفعيل القوانين، التي تمنع إذاعة ونشر الاعلانات الخاصة بالأدوية والأغذية المكملة في جميع وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، لاسيما في الفضائيات العراقية، والاتصال بإدارة (الفيسبوك)، لوقف الترويج لإعلانات الادوية غير المعروفة، الموجهة الى العراق، فهذه الفوضى الاعلانية تضرُّ بالمواطنين لا سيما البسطاء، لذلك يجب أن تتكاتف كل الجهات المعنية لمنعها، حفاظا على سلامة الوطن 
والمواطن.  
أعزائي القراء: قد تكون الأدوية المزيفة مقلدة أو ملوثة أو عليها بطاقات تعريف كاذبة.. فلا تعرّضوا أنفسكم 
للخطر!