بالرغم من إن متوسط أجور العاملين في الولايات المتحدة شهد واحدة من أسرع وتائر النمو خلال أكثر من عقد من الزمان، مع تراجع معدل البطالة في أكبر اقتصاد في العالم، لكن قابله تراجع ملموس في الدخل الشخصي للمرة الأولى في 3 سنوات.
تراجع
وبحسب بيانات لوزارة التجارة الأمريكية (تابعتها الصباح) فقد تراجع الدخل الشخصي 0.1 بالمئة في كانون الثاني من العام الجاري، وهو أول انخفاض منذ تشرين الثاني 2015 وبعد زيادة بلغت واحدا بالمئة في كانون الأول من العام الفائت، وزادت الأجور 0.3 بالمئة في نفس المدة بعد أن قفزت 0.5 بالمئة في كانون الأول.
وتوقع خبراء اقتصاديون استطلعت آراؤهم أن يرتفع الدخل الشخصي 0.3 بالمئة في كانون الثاني 2019.
وانخفض الدخل الشخصي في الولايات المتحدة للمرة الأولى في أكثر من 3 سنوات مع هبوط حصص أرباح الأسهم ومدفوعات الفائدة، مما يشير إلى نمو معتدل في انفاق المستهلكين بعد أن سجل في كانون الأول أكبر هبوط منذ العام 2009.
ولم تنشر الوزارة الجزء الخاص بانفاق المستهلكين من التقرير لأن جمع ومعالجة بيانات مبيعات التجزئة تأجلا بسبب إغلاق جزئي للحكومة الاتحادية استمر 35 يوما وانتهى في الخامس والعشرين من كانون الثاني العام الجاري.
لكنها ذكرت أن انفاق المستهلكين، الذي يشكل أكثر من ثلثي النشاط الاقتصادي في أمريكا، هبط 0.5 بالمئة في نهاية العام، وذلك هو أكبر انخفاض منذ أيلول 2009 وجاء في أعقاب زيادة بلغت 0.6 بالمئة في تشرين الثاني.
ارتفاع الأجور
وقابل ذلك الانخفاض زيادة مطردة في معدل الاجور، فقد أظهرت بيانات صادرة عن مكتب احصاءات العمل الأمريكي، أن متوسط الأجور في الولايات المتحدة في الساعة زاد بنسبة 3.4 بالمئة خلال الاثني عشر شهراً المنتهية في شباط الماضي مقابل 3.2 بالمئة المسجلة في الفترة المماثلة المنتهية في كانون الثاني السابق له. وتعد وتيرة زيادة أجور العمل الأمريكي خلال شباط هي الأكبر منذ نهاية فترة الكساد الاقتصادي(الازمة المالية العالمية) في عام 2009.
أما على أساس شهري، فقد ارتفع متوسط أجور العاملين في الساعة بمقدار 11 سنتاً أو ما يعادل 0.4 بالمئة ليصل إلى 27.66 دولاراً ومقارنة مع زيادة سنتين فقط في كانون الثاني السابق له. ووفقاً لتلك البيانات، فإن اقتصاد الولايات المتحدة أضاف أقل عدد وظائف في 17 شهراً مع تراجع معدل البطالة في البلاد إلى 3.8% بالمئة بنهاية الشهر الماضي.
مساعدات
الى ذلك دفعت وزارة الزراعة الأمريكية مامجموعه 7.7 مليارات دولار لمساعدة المزارعين الذين تأثروا في حرب التعرفة الجمركية الجارية مع الصين، وفقا لما ذكره ويليام نورثي، وكيل وزارة الزراعة والإنتاج الزراعي.
هذه الأموال مثلت جزءا من حزمة الاغاثة البالغة 12 مليار دولار التي تعهد بها الرئيس دونالد ترامب في تموز الماضي، لتعويض الخسائر الناجمة عن التعريفات الانتقامية التي فرضتها بكين ردا على تعريفة واشنطن على السلع الصينية.
ومدد ترامب مهلة الاول من آذار لمواصلة المرحلة التالية من محادثات التجارة بين القطبين الكبيرين، لكن إن فشلت الدولتان في التوصل إلى اتفاق، فإن معدل التعريفة الحالي البالغ 10 في المائة سيزداد إلى 25 في المائة، مما سيؤدي إلى دفع مليارات الدولارات من الرسوم الإضافية. ومع ذلك، ألمح ترامب في وقت سابق الى انه منفتح ومرن بغية الوصول الى حل مقبول ينهي النزاع بين البلدين العملاقين.
فول الصويا
وكان للحرب التجارية بالفعل تأثير كبير على الاقتصاد، كما أفادت وزارة الزراعة الأمريكية في اجتماعها السنوي، حيث قال روبرت جوهانسون كبير الاقتصاديين في وزارة الزراعة الأمريكية في واشنطن “في ظل النزاع التجاري، انخفضت صادرات فول الصويا إلى الصين وحدها بمقدار 22 مليون طن أو أكثر من 90 بالمئة”.
وذكر “أن حصة إجمالي الصادرات الزراعية الأمريكية للصين من حيث القيمة من المتوقع أن تكون 6 في المائة، بانخفاض حاد، مع هبوط الصين من السوق الأعلى في عام 2017 إلى المركز الخامس”. ومن المتوقع أن تنخفض صادرات الولايات المتحدة الزراعية إلى الصين بمقدار 1.9 مليار دولار في العام 2019 ، وفقا لوزارة الزراعة الأمريكية فيما لو لم يتم الوصول الى اتفاق ينهي السياسة الحمائية للبلدين.