فلافل حسين

الصفحة الاخيرة 2022/03/23
...

 بغداد: محمد الباقر 
ألصق حسين محمد مساء أمس الأول لافتة صغيرة كتب عليها سعر "لفة الفلافل" قد أصبح "750 ديناراً عراقياً" بعد أن كانت بـ "500 دينار" فقط. بسبب ارتفاع أسعار الزيت النباتي، إذ وصل سعر "بطل الزيت" الواحد إلى أكثر من 3 آلاف دينار عراقي.
دخل حسين كما غيره الكثير من العراقيين في دوامة مواجهة الخسارة بدلاً من الربح البسيط الذي كان يلبي من خلاله احتياجات منزله وأسرته. حسين الذي أغلق محله لبضعة أيام جراء رفع صاحب المحل قيمة ايجاره نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي ووصوله لأكثر من "149 ألف دينار عراقي لكل 100 دولار" وجد نفسه أمام محنة قنينة الزيت الصفراء التي هي من أساسيات عمله في تجهيز الفلافل.
دفع غلاء أسعار المواد الغذائية، لحالة من الذعر بين الناس والخوف من القادم المجهول، خصوصاً الذين لا يملكون دخلاً ثابتاً ويعتمدون على الأجور اليومية المتدنية، لأجل توفير ما يحتاجونه كل يوم.
بعد أن علّق حسين اللافتة وجهز كل شيء، جلس وهو يستعد لاستقبال زبائن محله مثلما كان يفعل كل يوم، لكن الذي حدث، كما يقول وهو حزين، كلما توقف شخص وركز على اللافتة تراجع نحو الوراء ليكمل السير مبتعداً عن أنظاري حتى يتلاشى، أما من كان يشتري"3 لفات" فصار يطلب واحدة
فقط.
ورغم مساعي وزير التجارة والجهات المعنية لمواجهة ارتفاع الأسعار عبر توزيع مفردات البطاقة التموينية شهرياً أو محاسبة التجار وغير ذلك إلا أن الأسعار لم تتراجع أو تنخفض كما كانت في السابق.
اضطر حسين في اليوم التالي إلى افتتاح محله باكراً وهو يحاول أن يستعيد نشاطه ويتخلص من شعوره بالإحباط بوجه يبتسم وهو جالس بانتظار زبائنه "العمالة" الذين اعتادوا على تناول لفات الفلافل الحارة صباح كل يوم، ولكن لم يأتِ أحد منهم، كما 
يضيف.
شعر حسين بالحزن والحيرة مما سيفعله في هذا الوضع، انتصف النهار وهو "لم يستفتح" فحاول تدارك الأمر فسار ببطء حتى توقف أمام اللافتة وأخذ يمزقها مردداً عبارة "الخسارة أهون من أن يموت أطفالي من
الجوع.