فوزنا الثمين

الرياضة 2022/03/25
...

علي الباوي
وأخيراً حققَ منتخبنا الوطني بكرة القدم فوزه الأول في مشوار تصفيات كأس العالم على نظيره الإماراتي بهدف دون رد، وهذا الفوز يجدد الآمال في اللعب على الملحق ومواصلة المشوار نحو الحلم الغالي وهو التأهل إلى مونديال قطر 2022.
هذا الفوز وإن شابته الملاحظات إلا أنه يعدّ رداً قوياً ليس على مستوى الخيبة الماضية فحسب وإنما على معطياته العظيمة كون هذا الرد جاء بعد قرار الفيفا الظالم والآسيوي المجحف بحقنا إثر رفع الحظر وإعادته بطريقة دراماتيكية كادت أن تقتل الأمل في اللاعبين، فالعراق كان يستعد لملاقاة الإمارات على أرضه وبين جماهيره المتلهفة لرؤية الحياة تعود من جديد إلى ملاعبنا، إلا أن الفيفا وبعد الاعتداءات الصاروخية على أربيل قرر فجأة إعادة الحظر على الملاعب العراقية والطلب بإقامة مباراتنا أمام الإمارات على أرض محايدة.
كلنا وضعنا أيدينا على قلوبنا فلا يوجد أي فريق في العالم يستطيع المحافظة على معنوياته ورباطة جأشه في هكذا ظرف إلا أننا وهذه حقيقة يجب أن تذكر نسينا أننا العراق وتجاهلنا غيرتنا العريقة وبسالة الجمهور العظيمة وهذا ما جرى فقد تجمع عشرات الآلاف من جمهورنا في ملعب المدينة الذي كان يفترض به أن يحتضن المباراة وتابع هذا الجمهور العظيم منتخبه الوطني عبر الشاشات في سابقة لم تحدث على مستوى العالم كله(جمهور من دون مباراة)، إن ما فعله جمهور العراق الكروي كان رداً صاعقاً على الفيفا الظالم والآسيوي المتخاذل.
إن انتصار العراق في هذه المباراة هو الأثمن منذ سنوات طويلة فهو ليس مجرد انتصار بعد سلسلة خيبات وتغييرات في المدربين، وإنما هو تكاتف كبير بين الإرادة العراقية التي تجسدت في اللاعبين والمدرب الوطني وبين الجمهور الذي لم ينزع ثقته بلاعبيه وواصل الدعم والتشجيع بأعلى صور الوطنية كاشفاً عن عظمة العراق وعراقته وتحضر مشاعره.
نأمل أن يكون الفيفا قد تلقى الدرس العراقي بضمير متسامح وأن يراجع نفسه ويكف عن الظلم الذي اقترفه بحقنا وأيضاً كلنا ثقة الآن بفريقنا وهو يستعيد قوته وطاقة إبداعه بالكادر التدريبي الوطني وأملنا يتجدد الآن في تجاوز الفريق السوري واللعب في الملحق كرد الدين للمشجعين الذين صمدوا في حبهم لفريقهم الوطني وواصلوا البقاء في المدرجات انتظاراً للفوز.
تحية كبيرة لمنتخبنا الوطني الذي أسعدنا بمباراة الخميس الماضي ونرفع القبعات لجمهورنا الذي أعطى صورة شديدة التطابق مع عظمة العراق ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.