العراقيون يحيون الذكرى 31 لفاجعة حلبجة

الثانية والثالثة 2019/03/16
...

بغداد / الصباح 
أحيا العراقيون أمس السبت 16 آذار، الذكرى 31 لفاجعة مدينة حلبجة التي قصفها النظام الصدامي المباد بالأسلحة الكيمياوية المحرمة دولياً، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 5 آلاف مواطن وإصابة 10 آلاف آخرين معظمهم من النساء والأطفال، وأكدت الرئاسات الثلاث والقيادات السياسية في البلاد في بيانات بالذكرى، أن «حلبجة تحولت إلى رمز للصمود والتضحية وتمثل ذاكرة حيّة لإجرام النظام المباد».
وقال رئيس الجمهورية برهم صالح في بيان بمناسبة ذكرى قصف مدينة حلبجة بالأسلحة الكيمياوية من قبل النظام المباد: «تمر علينا الذكرى (31) لجريمة نكراء يندى لها جبين الانسانية، بقصف مدينة حلبجة بالأسلحة الكيمياوية من قبل نظام مستبد، استهدف كل ما هو حي على أرض هذه المدينة الباسلة».
وأضاف، ان «حلبجة تجسد اليوم إرادة الصمود، وإرادة النهوض، وإرادة إعادة الاعمار، وتمثل ذاكرةً حية لا يمكن أن تُنسى احداثها عند المنصفين، وعاملاً دافعاً لدى الاحرار بعدم السماح بعودة الانظمة المستبدة والدكتاتورية مرة اخرى، حتى يتمتع العراقيون بخيرات هذا البلد والعيش معا بسلام ومحبة ووئام، والانطلاق معا نحو البناء واعمار مستقبل واعد لبلادنا»، مؤكداً « ضرورة إنصاف هذه المدينة وأهلها، وتعويض ذوي الشهداء، وإعلاء شأنهم احتراما لما قدموه من تضحيات جليلة، وتلبية مطالبهم المشروعة»، مجدداً «دعوته للمجتمع الدولي والامم المتحدة والمنظمات الانسانية المنضوية تحتها، الى بذل المزيد من الجهود لتقديم الدعم والاسناد لهذه المدينة الصامدة وسكانها».
رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي، أشار في بيانه بالذكرى الأليمة الى أن يوم قصف حلبجة «كان يوماً أسودَ آخر في سجل جرائم البعث الصدّامي بحق أبناء شعبنا الكردي الذي عانى الأمرين أسوة ببقية العراقيين الذين تعرضوا لجرائم القتل والتدمير والابادة الجماعية»، مؤكداً أن «حلبجة كانت وستبقى رمزاً للفداء وشاهدة على بشاعة الدكتاتورية، ولكن عزاءنا أن الشعب العراقي بكل أطيافه  قد خرج بعد فاجعة حلبجة، وهو أكثر تلاحماً ومنعة تجاه التسلط، وأكثر عزيمة على الاقتصاص من الجلّاد».
أما رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، فلقد أطلق تغريدة باللغتين العربية والكردية على حسابه في موقع «تويتر»، قال فيها: «حلبجة رمز الحياة والصمود.. تحية إجلال وإكرام لأرواح شهداء العراق وتضحياتهم من شماله إلى جنوبه».
بدوره، استذكر النائب الأول لرئيس مجلس النواب حسن كريم الكعبي في بيان تلقته «الصباح»، مرور 31 عاماً على جريمة حلبجة، مؤكداً أن هذه الجريمة «ستبقى وصمة عار في جبين النظام المباد، لكنها ستبقى خالدة في سفر الإنسانية كواحدة من المدن التي دفعت ثمناً باهظاً في مواجهة الدكتاتورية والتحرر من الطغيان»، مبيناً أن مجلس النواب سيبقى مدافعا صلبا عن حقوق حلبجة وخاصة الضحايا من شهداء ومصابين وضمان حصول ذويهم على كافة حقوقهم.
كما قدّم رئيس تحالف الإصلاح والاعمار السيد عمار الحكيم تعازيه لأبناء الشعب العراقي بهذه الذكرى الأليمة، وقال في بيان تلقته «الصباح»: إن «استهداف حلبجة كانت وستبقى جريمة إبادة جماعية ضد الإنسانية شأنها شأن الجرائم الكبرى التي أدانها المجتمع الدولي والضمير العالمي في الحروب العالمية»، مؤكداً أن «حلبجة ستبقى مناراً للثائرين بوجه الظلم ومظلة للوحدة الوطنية بين أبناء البلد الواحد».
حكومة إقليم كردستان، دعت الحكومة الاتحادية لتنفيذ واجبها القانوني والأخلاقي تجاه حلبجة وسكانها، وقالت حكومة الإقليم في بيان: «نتوقع من الحكومة العراقية أن تنفذ واجبها القانوني والأخلاقي تجاه هذه المحافظة وسكانها وتوليهم كل الاهتمام، إلى جانب التعويض المادي والمعنوي لسكانها وبيئتها، كونها ضحية للدولة العراقية».
وشارك زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، أمس السبت، الوقوف دقيقة صمت، حداداً على ذكرى قصف حلبجة بالسلاح الكيمياوي، من قبل النظام المباد، وطالبت كتلة الحزب في مجلس النواب، في بيان بالذكرى كل القوى الخيرة الى «الاتعاظ من هذه المأساة وتعضيد كل الجهود من أجل بناء وطن يسوده ثقافة التعايش السلمي، وخلق ظروف ملائمة للعيش الرغيد لمواطنيه، بعيداً عن الظلم والقهر والتمييز». كما أصدرت القنصلية الأميركية العامة في إقليم كردستان، بياناً بهذه الذكرى، أكدت فيه، أنه «في خضم هذه الذكرى الأليمة، نستذكر المناسبة بالوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الضحايا»، مبينة أن «البعثة الأميركية تنضم لكل من يستذكر معاناة أهالي مدينة حلبجة».
وشهدت مدينة وقصبات وقرى حلبجة أمس السبت، مراسيم خاصة بالذكرى الـ 31 للفاجعة وقصف المدينة بالأسلحة الكيمياوية من قبل نظام البعث المباد، وجرت المراسيم بحضور مسؤولين من الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، واعضاء في برلمان الاقليم ومجلس النواب، فضلا عن مسؤولين حزبيين، وذوي ضحايا قصف مدينة حلبجة.
وكان نظام البعث المقبور، قام في يوم 16/3/1988 بقصف مدينة حلبجة بالأسلحة الكيمياوية مما أدى الى استشهاد أكثر من 5 آلاف شخص خلال بضع دقائق أغلبهم من النساء والأطفال، كما تعرض أكثر من 10 آلاف مواطن إلى إصابات خطيرة بالغازات السامة.