{البوبيت} لعبة اجتاحت البيت العراقي

ريبورتاج 2022/03/28
...

 اسراء السامرائي 
 
لا يخلو بيت عراقي منها، لعبة البوبيت ( pop it) التي انتشرت مؤخراً في الأسواق المحلية وأصبحت في متناول الأطفال، بعض الخبراء اعتبروها حاجة أو لعبة تهدئ التوتر لدى الأطفال، بينما عدها البعض الآخر لعبة طبية للأطفال الذين يعانون من مرض التوحد الذي هو الآخر انتشر مؤخراً مع الاستخدام الواسع  للتكنولوجيا الحديثة على نطاق واسع في البلاد. 
 
إقبال واسع
وأكد يوسف عدنان (32 عاماً) لـ "الصباح": أن لعبة (البوبيت) جذبت أغلب الأطفال عند انتشارها على مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً اليوتيوب، إذ كان هنالك إصرار من قبل ابنته الوحيدة طيبة (8 سنوات) على شرائها واللعب بها، وتحتوي اللعبة على فقاعات بألوان مختلفة يسهل على الأطفال التعامل معها، كونها خفيفة الوزن من السليكون، وتسمح للعب بها لساعات، ما يجعله متخوفاً من ذلك لكونها تأخذ ابنته بعزلة للعب بمفردها، على خلاف بقية الألعاب التي تعتمد على المشاركة والاندماج الاجتماعي. 
 
استهداف
وأفاد سرمد عبد الرحمن أحد بائعي لعبة «pop it» في سوق الباب المعظم لـ "الصباح": "بأن الأطفال في كل عام تظهر لديهم حاجة إلى لعبة معينة، ويستهدفون شراءها خاصة تلك التي تكون أسعارها رخيصة في الأسواق، ما يجعل الأطفال والآباء يقبلون على شراء مثل لعبة البوبيت، خاصة أن أسعارها رخيصة وتتراوح من ألف دينار إلى ثمانية آلاف للقطعة الأصلية منها وتختلف بحسب الأحجام والأشكال".
وكشف عن "أن انتشارها  كان على نطـــــاق واســــــع بالأسواق في غضون العامين الماضـــــــــيين، وكان هناك سحب كبير من المواطنين الى جــــانب انتشــارها في مواقع التسويق الالكتروني ما جعل اقتناءها سهلاً". 
 
أطفال التوحد
من جانبها بينت طبيبة علم النفس آمال عبد الرسول لـ "الصباح": أن هذه اللعبة تعتبر من الألعاب التي تستهدف نمطاً معيناً لدى شريحة من الأطفال بما فيهم أطفال التوحد والاحتياجات الخاصة، لتقليل التوتر النفسي لدى هؤلاء الأطفال، إلا أن الاستيراد العشوائي للسلع وألعاب الأطفال جعلها تباع في بسطيات عادية، ومن المفترض أن تباع في الأماكن الصحية الخاصة بتوفير العلاجات لمثل هذه الشريحة من الأطفال. 
 
علاج الضغط والتوتر
وأشارت إلى أن اللعبة تحتوي على فقاعات دفع سليكون تستخدم لتخفيف الضغط، وينتج عنها صوت طفيف عند الضغط عليها، فتساعد على التخلص من التوتر والقلق في الحياة، كما تساعد تلك اللعبة على استعادة المشاعر، وتستخدم للقضاء على الملل، بينما تكون مصنوعة من السليكون، ما يجعلها آمنة للأطفال الصغار والكبار، وتكون عديمة الرائحة. 
وتصدرت ألعاب الأطفال وخاصة هذه اللعبة، اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي ما أسهم في انتشارها على نطاق واسع في البلاد، وانتشرت بقطع وأشكال مختلفة وبعضها يحمل عدة ألوان أو لوناً واحداً لشد انتباه الطفل المستهدف بها من خلال الشكل واللون. 
 
بديل
وأفادت عبد الرسول بأنه يمكن الاستغناء عن لعبة (البوبيت) واقتناء لعبة التركيب (المكعبات) للأطفال الأصحاء الذين ليست لديهم مشكلات نفسية أو مرض التوحد، لكون هذه اللعبة مستقبلاً ستؤثر في اندماج الأطفال بالمجتمع ويكونون بعزلة اجتماعية، وتعتبر لعبة التركيب من أهم الألعاب التي تجعل الأطفال يقومون بفهم عدة مفاهيم كالجاذبية والتوازن والمساعدة في حل المشكلات التي من الممكن أن يواجهوها في التركيب، وكذلك قوة التركيز، كما أن هذه اللعبة من الممكن أن تقدم معلومات هندسية بسيطة وتخرج الجانب الإبداعي من خلال بناء الأشكال التي تستهوي الطفل ويرغب بها. 
 
حملة
وكان عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي قد أقاموا حملة خاصة للحد من انتشارها واقتنائها للأطفال، واعتبروا أن القطع التي تحمل عدة ألوان والتي انتشرت في أول ظهور لها بالأسواق، تمثل ألوان علم (المثليين) في العالم، بحسب مفاهيم بعض المواطنين، وقاطعوا شراءها من دون العودة إلى معرفة المعلومات الحقيقية لهذه اللعبة.