ضريبة التفاوت الوظيفي

آراء 2022/03/30
...

  ثامرالهيمص
 
تصاعد التفاوت من خط الشروع ليقسم الموظفين الى شريحتين، حتى ممن جاؤوا بموجب جداول التحاص، بحيث اصبحوا نوعين مختلفين في الراتب والترفيع وفي الموقع والامتيازات، والطرف الآخر يعمل تحت النظام الرسمي التقليدي، الذي ألفناه قبل 2003 . ولكن مشكلة بطانة الدرجات الخاصة مرتهة بحياة ولي النعمة.  ولذلك ولكي يعوض هذا الخطر لا بد من ضمان للمستقبل وبحبوحة الحاضر، يخلق هذا الظرف لمن استطاع إليه سبيلا ليكون عضوا مؤهلا لنادي الفساد, أما زميله القابع في النظام الرسمي بمحدودية راتبه، وهو يرى تألق قرينه فإنه يكون مهيأ لعضوية أخرى ليلعب في المضمون أولا ويشتغل لحسابه. 
نحن أمام ثورة ديموغرافية ونواجه بطالة بكل تجلياتها ونسب فقر بلغت 32 % تراوح وتتصاعد حسب أسعار النفط وملف مياه مصيري، وجهاز وظيفي مترهل نالته عواقب التزوير والمحسوبيات، لم تنفع النصائح والتنديدات والمواعظ، وما زال الكثير سادرا في الغي والبغي بإفرازات، نجم عنها نتائج من غسيل أموال وتهريبها، نحتاج لتدويلها ونطلب مساعدة الهيئات الدوليه للمساعدة بذلك لتحصيلها، وكمنتج ثانوي انتشار المخدرات بشكل غير مسبوق تاريخيا، متزامنا مع ارهاب الذئاب المنفرده أو المتجمعة، مع يأس دفع بعض الشباب للهجرة الانتحارية أوعنف أسري، ونحن نزهو بتجاوز المئة دولار للبرميل . 
باتت لدينا شريحتان من الشريحة الكبرى اي شريحة الموظفين وضعت كل واحدة بمرجعيات مختلفة مباشرة، وهي شريحة الدرجات الخاصة وحواشيها والشريحة التقليدية، التي تؤهل نفسها لترتفع لأعلى. وكلا الشريحتين محسودتان من قبل من هم خارج لإطاراتهم من خريجين الى مهارات وأصحاب حرف، على الأقل في الضمان او التقاعد, اذ الأخير تمتع به نوابهم لخدمة أربع سنوات أو أقل، وباقي الدرجات الخاصة بامتياز فريد وحيد صعب المراس، ليصبح قدوة لمن اقتدى من القادمين, ليسحب بقاطرته حواشي الحواشي. 
إن هذا الثمن الباهظ علاجه العدالة كدواء لجروح الزمن الردئ بكل تجلياته على الاقل من بداية حرب 1980 حتى الآن، ونحن ندفع أثمانا، وكلما تنهض سيكون الزلزال أشد وطأة، ونحن لسنا اول شعب يواجه الشدائد، ولا آخر من يتداركها، والعقاب الانتقامي المشخصن يعزز الشدة والمحنة ويفاقمهما، والقائد الناجح عسكريا او سياسيا من يحول هزيمته لنصر، وليكن العدل مرمما للتفاوت ومنظما لسياقات للمساوات القانونية، ولنا في رواندا وجنوب افريقيا قدوة حسنة. 
إن المحبة حكمة والكراهية حماقة. كدليل عمل ومرشد لمن استنفذت جسده الجراح. حيث الأمل ينعقد على الأيادي الناعمة، أوصلت متنازعين أشد ومتغانمين بمافيات أقسى وصراعات بنزيف أكثر، مثل جنوب افريقيا ورواندا، أوصلهم القانون وشرف العداله، بأقل الخسائر لتزدهر أوطانهم وتتألق شعوبهم لتجد مكانها.