في المناطق الأكثر دماراً بالموصل.. مبادرات لتشييد مدارس خيريّة للأيتام

ريبورتاج 2022/03/30
...

 شروق ماهر 
تشهد مدينة الموصل مبادرات ليست الأولى من نوعها في مدينة خارجة من مطحنة حرب شرسة خلفت آلاف الأيتام إلى جانب تدمير البنية التحتية بشكل واسع، فقد سبقتها عشرات المبادرات التي عضدت وحدة النسيج الاجتماعي، لتعيد إلى الأذهان نهضة دول دمرت بشكل كامل، ودور مواطنيها في إعادة الإعمار.
 
من دون مدارس
مئات الأطفال الأيتام الذين خلفتهم عصابات داعش ما زالوا مهددين بالحرمان من التدريس بسبب قلة المدارس التي لم يكتمل إعمارها في المدينة القديمة،  إذ ستقوم هذه المبادرة الإنسانية من الخيرين في مدينة الموصل مركز محافظة نينوى باحتضان أكثر من مئتي طفل يتيم وفقير، سيتمكنون من الدراسة دون دفع تكاليف مادية، إذ ستوفر هذه المدارس الخيرية جميع المستلزمات الضرورية لهم بالمجان، وشيدت هذه المدارس من بيوت المدينة القديمة للموصل على نفقة كرام المدينة، والتي ستباشر عملها بعد اكتمالها
قريباً.
وشهدت مدينة الموصل القديمة بناء عدد من المدارس الخيرية على نفقة الخيرين، وتحديدا في مدينة الموصل القديمة بعد استحصال موافقات من الحكومة المحلية للمشاركة التربوية في تدريس الأيتام ممن ليس لديهم مبالغ تعينهم على مواصلة تعليمهم، خاصة أن الموصل القديمة فيها المئات من الأيتام جراء انتهاء الحرب ضد داعش.
مشاريع خيريَّة
ويروي السيد حسن العاني أحد المشاركين في مثل هذه المبادرات الإنسانية بأنه شارك في بناء مدرسة خارج مدينة الموصل، وهذه المدرسة الثانية التي يتم تشييدها في أيمن الموصل وهي أحد المشاريع الخيرية لإنقاذ مئات الأطفال الأيتام الذين خلفتهم الحرب ضد داعش بمواصلة تعليمهم والقضاء على حرمانهم من المشاركة في العملية التربوية التي وصلت حتى الفقراء ولم يحرم منها هؤلاء الأيتام"
لا توجد إحصائيات رسميّة عن أعداد الأيتام في محافظة نينوى منذ سيطرة عصابات داعش على الموصل، إلا أن تصريحات رسميّة كشفت في حينها عن استشهاد أكثر من أربعين ألف مدني من محافظة نينوى خلال الحرب على داعش، هذا الرقم ربما يفوقه عدد الأيتام في المحافظة، والذين يحتاجون إلى مثل تلك المبادرات الإنسانية.
150 طالباً
ويقول أحد أصحاب هذه المبادرات الإنسانية الذي رفض الكشف عن اسمه في تصريح لـ "الصباح" إن "فكرة إنشاء أو بناء مثل هذا المشروع الإنساني  تولدت لدي خلال وجودي خارج العراق بعد أن أعلنت الحكومة العراقية تحرير الموصل رسمياً من قبضة داعش، فجاءت هذه الفكرة في ذهني أن أقوم بإنشاء مدرسة نموذجية خيرية في الموصل القديمة لأطفال المدينة المنكوبة، وبالوقت نفسه تم تشييد المدرسة وبناؤها على نفقتي الشخصية، وها هي اليوم تضم  أكثر من 150 طالباً يتيماً يمارسون دراستهم، بعد أن جهزت المدرسة بأحدث المواد المدرسية لهؤلاء
الأيتام".
ويؤكد السيد حامد علي صاحب إحدى المبادرات الإنسانية لهذه المدارس أن "المبادرة بإنشاء مدرسة خيرية داخل الموصل جاءت من أجل إدراج عشرات الأيتام بالعملية التربوية، إذ يضم هذا المشروع الطلبة الأيتام من كل الطوائف والقوميات التي ظلم أطفالها على يد عصابات
داعش". 
 
تكافل
بدورها بينت أم الطالبة ندى، وهي يتيمة الأب وتسكن في الموصل القديمة لـ "الصباح" "وضعت ابنتي في هذه المدرسة الخيرية، لأني ليست لدي القدرة على تكاليف المدرسة وتوفير المستلزمات المدرسية و المدرسة الخيرية ستتكفل في كل هذه المستلزمات، و ستصنع مستقبلا لأطفالنا. وأنا أشكر الخيرين على إعمار هذه المدرسة والتكفل بالمستلزمات المدرسية، ويوجد عشرات الأيتام والفقراء الذين لا يستطيعون الدوام بسبب تكاليف المدرسة، ولكن هذه المدرسة ستصنع لهم مستقبلا جيداً". مبادرات إنسانية كثيرة شهدتها مدينة الموصل منذ إعلان المدينة محررة من عصابات داعش الارهابية، من قبل خيرين ساعدوا منها بإعمار عدد من المنازل المدمرة، وعدد من الخيرين شاركوا ببناء مدارس وعيادات طبية خيرية وغيرها من توزيع ملابس وأجهزة كهربائية ومواد غذائية، وأخرى ساعدت بإعادة جزء بسيط من الحركة لسكان الموصل  القديمة".