قاسم موزان
ما أن ألتقي صديقا بالصدفة البحتة او بتخطيط مسبق، إلا ورأيت سحابات الحزن والقنوط واليأس تسيطرعلى وجهه، وأغلق بنفسه أبواب الأمل له ولأسرته في متاهة المجهول أو الخشية من التشرذم، وبات لا يرى الواقع الا من ثقب أبرة او من دونه، وما عليك إلا تبقى صاغيا مستمعا إلى أحاديثه التي يعيد تكرارها مرات عديدة بمرارة، ويبقى يدور في دائرة النقد المستمر لأوضاع المجتمع والمتغيرات السريعة، التي طرات عليه وضعف الخدمات المقدمة، وكذلك مخرجات العملية السياسية وتعثرها الدائم في إنجاز مهامها الوطنية في تلبية الحاجات الأساسية للإنسان العراقي في البناء والتطور والازدهار، إلا أن ذلك لم ينل اهتمام ساسة ما بعد التغيير، الذي أغرق البعض منهم في مستنقع الفساد المالي والصفقات المريبة والمتاجرة في سوق العملة، فضلا عن تبادل التهم في ما بينهم، والضحية هو المواطن الذي وقف إلى جانب الدولة في توجهاتها في إرساء دعائم الاستقرار والأمن، بانتظار توفير ما يستحق، والانتقال به إلى مصاف الدول الأخرى، التي تجاوزت أزماتها، لعل من الإنصاف الإصغاء إلى صوت المواطن، الذي عاني الكثير من الحروب العبثية مدفوعة الثمن، وراح ضحيتها مئات الآلاف من الأبرياء، في حربٍ امتدت إلى ثماني سنوات، انتهت بالكراهية المتبادلة، أعقبت تلك الحرب المدمرة مغامرة غزو الكويت، وكان أبرز نتائجها العقوبات الاقتصادية المميتة على العراقيين، ثم جاء التاسع من نيسان 2003 ليطوي صفحات الظلم والاستبداد وممارسات السلطة الغاشمة على مقاليد الحكم، الذي احتكر بشخص واحد، من دون الالتفات لشعبه وحقوقه المشروعة في حياة حرة كريمة، أعقب ذاك السقوط المدوي توافد غير مسبوق للإرهاب في تاريخ الانسانية، يحمل أجندات غربية على طبيعة المجتمع العراقي المتسامح مع مكوناته، ودخلت البلاد في حرب مفتوحة معه، وكان الثمن باهظا باتساع دائرتي الخوف والريبة من عدو لا يرحم، ثم تلت تلك الهجمة الارهابية قوى شريرة أخرى فاقت ضراوتها عصابات القاعدة وتمثلت بداعش الاجرامية بمغذيات دولية، الى أن تحقق النصر عليها بعد تضحيات كبيرة.
أليس من حق العراقي الذي قدّم لوطنه وشعبه أن ينال حقوقه وحقوق أسرته، والاستفادة من خيرات البلاد بتوزيع عادل للثروة، من دون حصرها بيد حفنة طفيلية من سراق المال العام، وتشغيل قدرات العاطلين عن العمل بمشاريع استثماريَّة ناجحة.