حسين الذكر
في صور بثت مؤخرا عن وجود طلائع لقولت الناتو المستطلعة للقطب الشمالي وتجس بسنابك خيلها ومظليها مواقع جديدة في القطب المنجمد الشمالي برسالة واضحة المعالم للدول المتحضرة والمتنافسة والمتخاصمة سيما (روسيا والصين واليابان واوربا والولايات المتحدة .. بعيدا عن نوم العسل العربي المتخم بالهم والبترول.
ليس جديد ان تكون أوكرانيا قبلة الأنظار ومتتبع الاخبار العالمية ولم يكن الغزو الروسي البوتيني الجديد هو المدخل لذلك .. فان المتتبع لاخبار التاريخ سيجد ان نابليون وبعده هتلر في الحرب الكونية الثانية وقبله مانشتاين في الحرب الأولى وضعوا أوكرانيا نصب اعينهم وخططهم الاستراتيجية الظاهرة والخفية .. السبب جلي واضح لا يحتاج الى تحليل .. فاوكرانيا تعد منجم حقول القمح الغذائي الأول في العالم .. لذا تتجه اليها انظار القوى التي تعرف معناها ومعادنها سيما في عالم قادم وربما بدات تتحدد ملامح ازماته الغذائية بشكل جلي يوم بعد
يوم .
العراق بلد النهرين الذي كان محط انظار وقبلة التخوم البشرية منذ الاف السنين حتى صار بوصلة لكل هجماتهم العسكرية التاريخية والمعاصرة فمنذ الاسكندر المقدوني وحتى بوش .... وغيرهم من قوى شرقية وغربية احتلالية استعمارية بحتة ..
كان وما زال وسيبقى بلد السواد المتخم بالخيرات الزراعية التي من الله بها على شعبه ..
منذ تداعيات ازمة الكويت وما اعقبها واثارها المستمرة حتى الان اتخذت الحكومة العراقية آنذاك تدابير وإجراءات غذائية تحت عنوان ( حصة تمونيية ) شكلت فعلا عاملا حاسم في صمود الاسر الفقيرة سيما أيام الحصار التسعيني الظالم .. ومع انها فقدت قيمتها الان بعد اغراق السوق وتحسن الأحوال الاقتصادية العامة بعد 2003 وضعف فقراها ورداءة نوعية مفرداتها .. الا ان الازمة الغذائية ما زالت مستمرة وقد بدا يتداول ما يسمى بالامن الغذائي او أي مسمى اخر يمكن به للحكومة العراقية ان تتخذ إجراءاتها الاحترازية لتامين الوضع الغذائي أيام السلم والحرب .. فضلا عن ضرورة دعم الاسرة العراقية الفقيرة ببرنامج واضح متجدد يفي بالغرض ويجلب الفائدة المتوخاة ويحفظ كرامة المواطن وهيبة الدولة .. فضلا عن ترسيخ وتسحين مبدا الامن الغذائي واستقرار المجتمعي العراقي ..
هذا لب وجهور ما ينبغي العمل عليه من قبل الحكومة الحالية والمقبلة وتتنبه له السلطات الثلاث لغرض تحقيق اكتفاء وتامين استقرار غذائي خلال مدد مستقبلية طويلة قدر الإمكان تتيح نفس أطول ومرونة اكبر .