عندما يُسرق الكمّون

آراء 2022/04/25
...

 د. أحمد مولود أحمد 
 
كنت أتمنى أن لا يطل علينا رجالات السياسة والمناصب والوزراء بتصريحاتهم الوردية في بعض التواريخ المهمة، حتى لا تكون هذه التصريحات عرضة للسخرية والضحك خصوصاً، عندما تأتي في الأول من نيسان، أو ما نسميه صراحةً كذبة نيسان! وهذه المرة قد وافق شنن طبقة كما تقول العرب.
وزارة مهمة تتمنى أن يمتلك منتسبوها السكن الكريم، وهي نفسها تحتال عليهم في مجمع سكني، وتأخذ أموالهم 8 سنوات، ثم تتهرب منهم بعد أن سمحت للشركة المنفذة بالفرار من التزاماتها، وهي لم تنجز من مشروعها السكني ما نسبته 2 % خلال 8 سنوات! نعم نسبة الانجاز لم تتجاوز 2 % وبعلم الحكومة وهيئة النزاهة وهيئة الاستثمار ونواب البرلمان المنحل والجديد. 
هكذا في وضح النهار يقوم المحتالون بسرقة 1080 اكاديميا ومنتسبا في وزارة يفترض أنها رصينة وحريصة على حقوق منتسبيها، والأدهى من ذلك أن يخرج أهل الحل والعقدبتصريحاتهم الوردية وأمانيهم البنفسجية وتطلعاتهم الليمونية ليصرحوا بأنهم حريصون.. نعم حريصون على أن يتنعم الاساتذة بسكن لائق وكريم.. وهم يضعون تحت أيديهم ملف مجمع الأخوة السكني، ولديهم حلول كثيرة.. وضمن صلاحياتهم ان يمنحوا لهذا الأستاذ الجامعي الذي تجاوزت خدمته 30 عاماً قطعة أرض له ولعائلته، بعد هذه السنوات الطويلة، والتي لم ينل فيها شبراً واحداً في وطنه.
هل يعلم الوزير المحترم أن آخر وجبة استلمت قطعة ارض من شريحة اساتذة الجامعات العراقية (في بغداد تحديداً) كان عام 1996!، هل يعقل ذلك؟ ولماذا تعدونهم بالسكن الكريم في 
1 نيسان تحديداً ووزارتكم نفسها قد وئدت أحلامهم 8 سنوات في مجمع كانت فيه وعودكم كثيرة.. و(كمونكم) شحيح 
جداً؟!