{علّم طفلاً} .. مشروع للمتسربين من المدارس
ريبورتاج
2019/03/20
+A
-A
بغداد/ رلى واثق
كثيرة هي الأزمات التي أحاطت بالعراقيين عموما والمحافظات التي احتلتها عصابات”داعش”، ومن بينها التعليم الذي دمرته بالمناهج التي فرضتها على التلاميذ الداعية للعنف والطائفية، مادعا الكثير لترك مقاعد الدراسة وعدم الرضوخ لتلك المناهج المدمرة لادمغة الابرياء، وهناك الكثير ممن لم يستطع الاندماج مرة اخرى بعد دحر تلك العصابات نتيجة النزوح او السكن في مناطق نائية بعيدة عن المدارس، توعت لذلك الجهات المعنية لايجاد سبل كفيلة بإعادة دمج هؤلاء الاطفال في مدارسهم وتسليحهم بالعلم لكي لايكونوا أداة طيعة بيد الارهاب.
{علم طفلا»
كثيرة هي الأزمات التي أحاطت بالعراقيين عموما والمحافظات التي احتلتها عصابات”داعش”، ومن بينها التعليم الذي دمرته بالمناهج التي فرضتها على التلاميذ الداعية للعنف والطائفية، مادعا الكثير لترك مقاعد الدراسة وعدم الرضوخ لتلك المناهج المدمرة لادمغة الابرياء، وهناك الكثير ممن لم يستطع الاندماج مرة اخرى بعد دحر تلك العصابات نتيجة النزوح او السكن في مناطق نائية بعيدة عن المدارس، توعت لذلك الجهات المعنية لايجاد سبل كفيلة بإعادة دمج هؤلاء الاطفال في مدارسهم وتسليحهم بالعلم لكي لايكونوا أداة طيعة بيد الارهاب.
{علم طفلا»
مديرة التعليم الابتدائي في مديرية التعليم العام بوزارة التربية شهرزاد مصطفى عبد الرحمن مقررة المشروع(علم طفلا) بينت أن” منظمة”يونسكو” عملت منذ اكثرمن سنتين على مشروع “علم طفلا”لإعادة الاطفال المتسربين في بعض المحافظات، اذ كانت الفئة العمرية المستهدفة من 10 ـ 15 سنة بهدف زيادة نسب الالتحاق وتقليل التسرب، هذا وان الاسبوع الماضي شهد عرض خطة المشروع على اللجنة التوجيهية بعد زوال التحديات التي كانت تواجه تنفيذه المتمثلة بالتخصيصات المالية لدى المنظمة، ومن الفقرات التي يتضمنها المشروع عودة الاطفال المتسربين في المحافظات المشمولة بهذا المشروع على مدى سنتين، وتأهيل الابنية المدرسية”.
وتابعت عبد الرحمن أن” اللجنة وجهت المديريات العامة في تربيات الكرخ الثالثة والرصافة الثالثة ونينوى بتسهيل مهمة منسقي اليونسكو لتحفيز اولياء الامور الذين يعتبرون عودة ابنائهم الى مقاعد الدراسة بعد تسربهم منها من المستحيلات، رغم وجود قنوات تلفزيونية وبرامج اجتماعية تؤكد ضرورة حق الاطفال في التعليم، هذا وان البرنامج يستهدف التلاميذ من الصف الاول الابتدائي الى الرابع الابتدائي، اذ لايمكن اعادته الى مقاعد الدراسة ولم يتبق سوى شهرين على العام الدراسي الحالي، الا ان هنالك بعض اولياء الامور علموا اطفالهم على المنهج الحكومي الذي وزع اليهم قبل دخول عصابات “داعش” الى تلك المناطق، وعليه سيبدأ تسجيلهم في 16 نيسان ليخضعوا لاختبارات في شهر حزيران لقياس مدى كفاءتهم وقدرتهم على استيعاب المادة الدراسية وستمنح فرص لمن يجتاز الاختبار لاكمال دراسته مع اقرانه في المدارس الاخرى”.
وتابعت عبد الرحمن ان”هنالك محافظات اخرى سيتم شمولها بهذا المشروع خلال العام القادم، والذي يستهدف على مدى سنوات تنفيذه الثلاث 150 الف طالب، فهناك مدارس لليافعين تعنى بالاطفال المتسربين للفئة العمرية من 10 ـ 15 سنة ومدة الدراسة فيها 4 سنوات، اضافة الى مشروع التعليم المسرع الذي يعنى بنفس الاطفال من عمر 12 ـ 18 سنة ومدة الدراسة فيه 3 سنوات”.
واوضحت ان”هذا المشروع شمل في مرحلته الاولى محافظتي صلاح الدين وديالى والمجتمعات المضيفة للاطفال المتسربين من المحافظتين، اذ تم افتتاح 11 مركزا في اقضية ونواحي نينوى (سنجار ، وانه ، تلعفر ،تلكيف) ضمن برنامج الاستقرار والسلام لإعادة اندماج الاطفال بالتعليم، كون المجتمع في تلك الاقضية هو الاكثر تأثراً بالافكار والسلوكيات العنيفة، هذا وان نسب تسرب هذه المحافظات عالية جدا، ولابد من خدمة جميع المواطنين في عموم المحافظات لغرض عودة الاستقرار والامان اليها”.
وتطرقت الى أن”اللجنة ستقدم تقريرها في الاشهر الستة الاولى من عمر المشروع والذي سيضم كل التفاصيل المتعلقة بتنفيذه، وسيتخذ هؤلاء الاطفال مباني المدارس او مديريات التربية او النوادي او المباني الحكومية غير المشغولة مكانا للدراسة، مع امكانية اضافة صفوف كرفانية في المناطق التي لايوجد فيها اي مبانٍ مدرسية صالحة لتعليم هؤلاء الاطفال، والاستعانة بخريجي كليات التربية في تلك المناطق لمساعدة الطلبة على ايصال المادة الدراسية في القرى والمناطق النائية التي لايمكن ان يصل اليها منتسبو الوزارة ومنحهم حوافز مالية لاكمال مهمتهم”.
خطة عمل
نائب رئيس المفوضية العليا لحقوق الانسان علي ميزر الشمري يرى” ان مثل هذه المبادرة مرموقة، وسبق للمفوضية ان طالبت بمثل هذه المشاريع بالتعاون مع وزارة التربية، وتأمين المبالغ اللازمة للكوادر التدريسية المكلفة بايصال المادة العلمية الى هؤلاء المتسربين او من فاتتهم السنوات الدراسية ابان احتلال عصابات “داعش” لمحافظة نينوى”.
وتابع الشمري أنه” على وزارة التربية ان تعد خططا اخرى مماثلة للنهوض بالواقع التربوي بالعراق بشكل عام ونينوى بشكل خاص، ومسح كل ما تلقاه التلاميذ الذين كانوا يقرأون مناهج الارهابيين والتي تعلمهم حساب عدد العبوات الناسفة، وشرح الايات القرآنية بطريقة شيطانية للتحريض على القتل والذبح وتكريس الطائفية، وذلك باستثمار العطلة الصيفية لتهيئة اجواء مناسبة وتعليم الطلبة المتسربين من محافظة نينوى وفق المناهج الحديثة، خاصة وان هناك ملاكا تدريسيا وتعليميا متميزا في المحافظة يمكن ان يبذل قصارى جهده في ايصال هؤلاء الطلبة الى بر الامان ليكونوا قادة نشطين ومهيئين لتقديم الخدمة الى بلدهم”.
معوقات العمل
رئيس التحالف العراقي للتعليم اياد صالح اوضح “ان منظمة الامم المتحدة وبالتعاون مع منظمات المجتمع المدني في المرحلة الثانية من هذا المشروع والتي تتضمن استقبال هؤلاء الطلبة وحثهم على العودة للمدارس، اذ يستهدف فيها اعادة 23 الف طالب الى مقاعد الدراسة، هذا وان الاعداد المشمولة بالاعادة كبيرة الا ان مدة المشروع قصيرة
لامد”.
ويضيف صالح أن”هنالك بعض المشاكل يمكن ان يواجهها هذا المشروع من ضمنها عملية اقناع عوائل هؤلاء الطلبة بسبب الكثير من الازمات التي ادت بهؤلاء التلاميذ الى التسرب والتي لاتزال موجودة لغاية الان، وفي مقدمتها الوضع الاقتصادي وازمة عدم وجود مستمسكات ثبوتية لبعضهم وامور اخرى كثيرة، الا ان منظمة “يونسكو”وبالتعاون مع مديريات التربية في المحافظات يعملون جاهدين لانهاء جميع هذه المشاكل واعادة هؤلاء التلاميذ الى مقاعد الدراسة”.
وتطرق صالح الى أن” البرنامج مصمم على استلامه من قبل وزارة التربية خلال المرحلة المقبلة للاستمرار في تطبيقه والنجاح فيه اذا كانت هنالك جدية في تلك العملية، مؤكداً وجود ضغط على المحافظات المستهدفة التي عانت الامرين من احتلال عصابات “داعش” لها يتمثل بالموارد القليلة الموجودة فيها وضرورة زيادة الدعم المالي لها، والابنية المدرسية المدمرة بشكل كامل او
متوسط”.
ويسترسل صالح أن”هنالك دعما دوليا لتلك المحافظات الا انه لايسد الحاجة في الوقت الحالي فالمشكلة الحقيقية تتمثل بالتوزيع الجغرافي والنزوح الداخلي لهؤلاء التلاميذ، اذ نجد ان هنالك مناطق فيها كثافة سكانية تقابلها مناطق قليلة الكثافة، مما ينتج دمج 4 مدارس في مدرسة واحدة، مما يؤثر في المستوى العلمي للتلاميذ الذين يتلقون 15 دقيقة لكل درس علمي”.
ونبه على” ان وزارة التربية في هذه الدوامة تحتاج الى زيادة تخصيصاتها من الموازنة الى الضعف لتكون 20 بالمئة بدلاً من 10 بالمئة، اضافة الى وضع التعليم في سلم اولويات الحكومة بالتوازي مع الملف الامني، لاننا يمكن ان نقضي على الارهاب بسلاح التعليم وابعاد الجهل الذي خلف لنا الكثير من الامراض وجلب للعراق العصابات
المتطرفة”.
برنامج ايجابي
واعتبر رئيس لجنة التربية في مجلس محافظة بغداد علي العيثاوي أن”هذا المشروع ممتاز للغاية كونه لايكلف الدولة اية مبالغ، مقابل الاثار الايجابية التي سيجنيها التلاميذ والطلبة خلال المرحلة المقبلة، هذا وان منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم قدمت ومازالت تقدم الكثير من البرامج التي يمكن ان تنهض بواقع التربية في البلد، خاصة وان هنالك دورات اقيمت للمعلمين بخصوص برنامج “علم طفلاً”المعتمد لديهم في مديريتين في بغداد ومديرية تربية نينوى للتوعية وتطوير قدراتهم على استيعاب هكذا نماذج”.
ويستطرد أن”البرنامج ستستفيد منه المناطق النائية في بغداد ونينوى التي لايوجد فيها مدارس او تكون المدارس بعيدة عن سكن التلاميذ مما يضطر اهاليهم الى منع التحاقهم بهذه المدارس خوفاً عليهم من حصول حوادث امنية او عرضية”.