تبتهج النساء الجنوبيّات بهذا اليوم الجميل، ويذهبنَ الى الاسواق لشراء بعض الحاجيات المتممة لهذا الفرح العراقي الذي يحتفل به في الشمال والجنوب. واحدة تتغنج بكحلها الجاذب للانظار، واخرى يتدلى طوقها الفضي على الاقراط الذهبية، فيحدث دويا يشبه أنغام العيد المبهجة، المنطلقة من أجراس كنيسة قريبة، وكل أنثى يأخذها الشوق الى دنيا بعيدة.
الشاعر زامل سعيد فتاح منح النوروز، صفة أقرب ما تكون الى الطقس الديني الحميم، وهو فلكلور عالمي تشترك فيه الكثير من الشعوب. ما أجمل كفوف الصبايا المحناة الطالبة للمراد، ولا تتعدى الامنية سوى الزواج من عاشق يستحق العناء، ولعل هذا الشهر الحافل بالمسرات، يكون بمثابة المفتاح السحري لفتح الابواب المغلقة، والدخول في عالم الاحلام والامنيات والعطور والثياب الملونة. ترافق هذا العيد البهيج الكثير من التقاليد الاجتماعية ومنها: حلاقة الرأس بشكل غرائبي، الرقص بطريقة جنوبية باذخة، وتوزيع الحلوى واطلاق الزغاريد، ونثر الجدائل على ايقاع موسيقي متناغم. ما يشد الناظر وسامة الفتيات المثيرة للدهشة، ولا بدّ ان يأخذ كل شخص حصته من هذا الاحتفال المتاح للجميع، بقناديله الوهّاجه المنيرة، وبشميم أنفاسه العطرة وطلاقة الاجواء الربيعية الحالمة.
شوشليه يارمانه/ طبن للسوك / الكحله تلوك / الطوك يدك ع الترجيه/ ماخذهن شوك ويتناغن / يارمانه شوشليه/ نمرش كل جف محنايه تريد مراد / منذورات اوي النيروز الهن ميعاد/ احديثات وشدن وزرتهن / والكاع اتجاوب ردستهن/ ونيروز يهلهل وياهن / وزيانه زيان الصجريه/ يارمانه يارمانه شوشليه / طارن حطن حذافات بليه جناح / فختايه تحاضن فختايه وضيهن لاح / شرن ع الدنيه اهلاهلهن / والطير يطش املبسهن / وفاجن بكصايب نجديه / والطوك يدك ع الترجيه/ ماخذهن شوك ويتناغن / يارمانه شوشليه.