د. حميد طارش
يقتضي مفهوم الأيام الدوليَّة تسليط الضوء على مناسبة اليوم الدولي عبر فعاليات مختلفة لدراسة موضوع ذلك اليوم وبيان تحدياته وسبل معالجتها، فضلاً عن التثقيف ورفع مستوى الوعي بأهميته.. وهنا تلعب الصحافة دوراً كبيراً فما بالك إذا كان يومها العالمي الذي يحتفل فيه العالم في الثالث من أيار، ولمّا كان جوهر حريَّة الصحافة يكمن في حرية النشر لذا تقتضي هذه الحرية بيان معايير ممارستها وقيود
منعها.
النشر بمعنى من المعاني هو إظهار الأعمال أمام الملأ كما هي ليحكم عليها من قبل الجميع كلٌ حسب اختصاصه، ومنها أعمال الحكومة، فالحكومات الرشيدة تدعم وتشجع النشر ليظهر إنجازاتها وبالتالي كسب رضا الشعب، فضلاً عن الاستفاده مما يظهره من سلبيات وتلكؤ بغية التحرك باتجاه معالجة تلك السلبيات، وبالعكس تماماً يكون الحاكم المستبد الذي لا يقبل إلا المديح والتهليل والتصفيق والخنوع حتى من أقرب المحسوبين عليه، فما بالك بوسائل الإعلام التي لا يقبل إلا أنْ تكون بوقاً له، وبسبب الخوف والرعب الذي يعيشه الحكام المستبدون، نتيجة ما تقترفه أيديهم من جرائم بحق الشعوب، فهم يقدمون على العديد من الأعمال البائسة تجاه تكميم الأفواه قسراً وتحت طائلة العقوبات وباسم القانون! لتأخذ صوراً متعددة من مواد قانونيَّة عقابيَّة الى إجراءات تتخذ من قبل الجهات الحكوميَّة والأجهزة الأمنيَّة والرقيب وصولاً لرئيس التحرير!
وقد أسفر النضال الطويل والشاق من أجل حرية النشر عن إيجاد معايير لممارسة حرية النشر تكمن في البحث عن الحقائق وجمع المعلومات عنها وتحليلها لغرض الوصول الى النتيجة بشكلٍ منطقي ومحايد ومن ثم الإفصاح عن الرأي، أي نشر ما توصل إليه من رأي في قضية ما في جميع الوسائل المتاحة من فضائيات أو إذاعات أو صحف أو مواقع الكترونيَّة وبأي صورة يختارها كالمقالة أو الشعر أو القصة أو الرسم أو التمثيل وهكذا، وقد يأخذ أحياناً شكل التظاهرات والتجمعات
السلميَّة.
كما بينت تلك المعايير محددات أو قيود حريَّة النشر، وهي كالآتي: 1. إشاعة الكراهية بين أفراد المجتمع أو بين الأمم.
2. التشجيع على الإرهاب.
3. إثارة الحروب الداخليَّة والخارجيَّة.
4. مخالفة النظام العام والآداب.
5. نشر المعلومات الماسَّة بالأمن الداخلي والخارجي.
6. انتهاك خصوصيَّة الأفراد بإفشاء أسرارهم الشخصيَّة.