رعاية المبدعين

آراء 2022/05/07
...

 نبيل ابراهيم الزركوشي 
 
بعد التطور الهائل الذي شهده العالم وضعت العديد من الدول في سياستها الحكومية برامج لرعاية الموهبين والمبدعين وأصحاب المنجزات التي لها وقع وتأثير على البناء التكويني للمجتمع او النفسي والعاطفي للأفراد والجماعات، فهناك ابداع فني ورياضي وتكنولوجي وبصورة مبسطة يمكن القول إن الشخص الموهوب في أي مجال هو من يستطيع خلق منجز او محتوى او ابتكار طريقة معينة لعمل ما  تسهل على الأفراد الآخرين، هذه الطريقة أداء الاعمال بوقت اقصر وجهد اقل مما يستغرقه العمل سابقاً سابقا أو التفرد في بناء او تكوين منجز ما، من شأنه إعلاء اسم الوطن في المحافل الدولية اياً كانت تلك المحافل.
وإن من أكبر الآفات التي تقتل الإبداع وتثني عزيمة المبدعين هو الإهمال وعدم الرعاية لهم من قبل الجهات الحكومية والى حد بعيد كانت هذه السمة هي من سمات الحكومات السابقة  بعد  2003 قد يكون التبرير لذلك هو انشغال  هذه الحكومات بالوضع الأمني وما كانت تستقطع من موازناتها لذلك، لذا وبعد أن دخلنا في مرحلة الاستقرار الأمني وإن لم يكن مستداماً إلا أنه يفوق وبنسبة عالية ما كانت عليه الأوضاع الأمنية سابقاً بات حرياً على المشرّع العراقي أو من يضع البرامج الحكومية ويرسم السياسات أن يدخل في حساباته كيفية رعاية المبدعين والموهبين، من خلال توفير بيئة مناسبة لهم للعمل الإبداعي والحفاظ على أعمالهم الإبداعية من الاستحواذ عليه من قبل الجهات والمنظمات الخارجية واغرائهم بالأموال مقابل ذلك وهذ ما يحصل الان، اذا يتم استقطاب العقول العراقية وهي من يمكن وصفها بالكنوز الدفينة غير المستثمرة. إن الاستثمار بالعقل البشرية بصورة عامة والعقل الإبداعي الذي يكون دائما لديه أفكار تختلف عن الأفكار السائدة بات امراً مهما جداً، وهي من بها نستطيع بناء البلد علمياً وخلق رموز إبداعية من خلال تسليط الضوء عليها ورعايتها يضاف إلى ذلك إحدى أغهم مميزات المجتمعات المتقدمة هو رعاية افرادها المبدعين وإعطاؤهم الامتيازات التي يستحقونها، والتي من شأنها استمرارهم في عملهم الإبداعي، وبالتالي تشجيع النشء الجديد للاقتداء بهم والسير على نهجهم الإبداعي، وكل هذا ذلك يصب في مصلحة الوطن ورقي مجتمعاتنا.