الواتساب

آراء 2022/05/09
...

 عدنان أبوزيد
 
يهرع العراقيون إلى مجموعات الواتساب، وتليغرام، والكثير من ذلك، بعدما انجذبوا إلى "فيسبوك وتوتير وانستغرام".
لكن المجموعات الافتراضية، لم تعد حرّة بالكامل، ولا منفتحة، وقد ورثت القبلية الفكرية من المجتمع. نادرا ما تجد مجموعة غير متعصبة في النشر، ومستوعبة للاتجاهات المتباينة في الثقافات السياسية والاجتماعية، فالمجاميع المحافظة، تطرد المخالف لها بالرأي، والليبراليون يطردون المحافظين، والمجموعة المتدينة لا تستسيغ العلماني.  
وكل مجموعة صبغت ثوبها بلون واحد، وبحكم تجارب واقعية، فهي لا ترضى عن منشور لا يواكب توجهها، وتنظر الى مرسله بارتياب وتخطط لطرده. 
والتطرف في التواصل الافتراضي، يصل الى الترهيب، ويمكن وصف أولئك الذين يهددون أصحاب المنشورات المعارضة، بأنهم ارهابيون، على الرغم من انهم يرفعون شعار الحرية كواجهة.
وفي مجموعات الماسنجر، وفي تعليقات تويتر وفيسبوك، تصادفني الكثير من أنماط السلوكيات التنمرية.
لقد كان الظن في أن السيل المعلوماتي الهائل سوف يخترق مغاليق الأفكار، ويدجّن المتطرفين على المرونة الفكرية، وقد نجح في ذلك الى حد ما، لكنه في ذات الوقت، زاد من خطاب الغلواء الذي وجد في الشبكة العالمية وسيلة لنشر أفكاره بصورة مممنهجة وممولة، 
أحيانا. 
المادة 10 (1) من اتفاقية حقوق الإنسان (ECHR)، تنص على أن "كل شخص لديه الحق في حرية التعبير ونقل المعلومات دون تدخل من السلطة".
وفي مجموعات التواصل الفوري، فان الأدمن هو صاحب سلطة، وتجده يتذمر من المنشورات التي لا تلائم نزعته الفكرية. إن تحول الناس إلى الحياة الافتراضية، يجعل من المنشور بأهمية الكلام، وحجبه يعني تكميم أفواه، خطير، وعودة رجعيّة الى الرقابيات السلطوية.
  حرية التعبير هي حق معقّد، وهي لا تشمل فقط الحق في الخطاب، بل في التماس المعلومات، فاذا أغْلقْتَ نوافذ التواصل، عليه، تكون رميته في زنزانة.