التكنولوجيا وغياب الحوار الأسري

آراء 2022/05/09
...

 سرور العلي 
 
يعد الحوار الأسري ركناً أساسياً داخل أي أسرة، ومصدراً للعلاقات الودية بين الآباء والأبناء، ويعمل على تربية الأطفال بصورة جيدة، مما يقلل من المشكلات النفسية والاجتماعية والتفكك الأسري، ويشجع الأبناء على حرية التعبير، وأبداء آرائهم من دون خوف وتردد، ويؤدي ذلك إلى خلق جو من المحبة والألفة، كما يعمل على تلافي الأخطاء في المستقبل، نتيجة للإفصاح عما بداخلهم من أفكار وقرارات، إضافة إلى أن هذا الحوار يساعد على فهم شخصية الأبناء، والاهتمام بمتطلباتهم ومصالحهم الشخصية، ودعمهم لتحقيق طموحاتهم.
والحوار الذي يتم في جو مشحون بالنزاعات والصراعات، وعدم الاحترام، يدمر العلاقة الأسرية، ويزيد الفجوة بين الآباء والأبناء، وفقدان المودة والرحمة بينهم، لا سيما مع وجود التكنولوجيا وضياع الأبناء وسطها، أما الحوار الناجح سيكسر الحواجز، ويجعل العلاقة الزوجية ناجحة، وأن غياب ثقافة الحوار يؤدي إلى إنتهاء العلاقات ودمارها، بسبب عدم الفهم والنقاش، كما أن تنشئة الأطفال على تلك الثقافة، تجعلهم يكبرون على احترامها، وتقبل الرأي الآخر، ويتعلمون الأصغاء.
ويمكن أن يتم الحوار الأسري في أي وقت، ويفضل البعض أن يكون مرة واحدة في الأسبوع، لتبادل الآراء، وحل المشكلات، وتقوية الروابط بينهم، ولهذا ينبغي على الآباء انتقاد أبنائهم بعناية، وبشكل بنّاء من دون تذمر وملل، وبأسلوب لطيف، والحديث باهتماماتهم، وتشجيعهم على حل المشكلات الأسرية، ومشاركتهم التجارب الشخصية التي مروا بها، وتقديم لهم النصائح، وعلى الرغم ما تشهده المجتمعات من تغيرات في المنظومة الأسرية، وهجرة الأبناء، ودخول ثقافات وعادات أخرى، يبقى هذا الحوار يشكل أهميته الكبيرة، للحفاظ على الأسرة من الضياع، والتشتت.
ومن قواعد الحوار الأسري المثمر هو عدم الانفعال، والغضب، وضبط النفس، من خلال الاستماع إلى أي فرد من أفراد الأسرة، وفهم ما يتحدث به، ومناقشته بهدوء ولطف، وتقبل وجهة نظره، واستيعاب أي مشكلة، والبحث عن حلول لها، بعيداً عن المشاجرات، كما من الضروري أن يطرح كل فرد مشكلته بوضوح، من دون تهرب، وإخفاء أجزاء منها، ليقدم الجميع آراءه، ومعرفة السلبيات والإيجابيات، والابتعاد عن إثبات الذات، ومحاولة التغلب على وجهات النظر الأخرى.