دور الأسرة في تجنب مساوئ الموضة

اسرة ومجتمع 2019/03/22
...

يونس جلوب العراف
تعد الأسرة هي المدرسة الأولى في تعلم أساسيات الحياة لذلك تلعب دوراً كبيراً في تعديل مسار أي فرد من افرادها، حيث نلاحظ في الآونة الأخيرة ظهور سلبيات كبيرة، لاسيما في مجال الموضة وتقليدها الخاطئ عند بعض الشباب، اذ أصبح من الضروري فهم معنى العالم المنفتح لديهم.
وفي نظر الشباب من الجنسين هو قصة شعر، أو لبس الضيق والقصير، وغيرها من الموضات المنافية لتعاليم الدين والأعراف والتقاليد والعادات العراقية، لذلك  يجب  ان تكون الأسرة جدار الصد الأول في تجنب مساوئ الموضة. 
يقول احمد خليل: إِنَّ الحفاظ على المراهقين من مساوئ الموضة يتم من  خلال التأكيد على أهمية دور الأسرة في رعاية الأولاد، حيث  يجب أن تتضافر جهود الآباء والأمهات، وأهل العلم، والتربويين، والإعلاميين للمحافظة على بناء الأسرة الصالحة في المجتمع، فهي أمانة أمام الله تعالى نحن مسؤولون عنها، فالمرء يُجزى على تأدية الحقوق المتعلقة بأسرته والحفاظ عليها من العادات المستوردة او من خلال الموضة التي هي من اخطر الظواهر التي غزت مجتمعنا 
واضاف :ان مسؤولية الوالدين في الوقت الحاضر لا تنحصر في تربية الأولاد بل تتعداها الى مرحلة بناء القيم والسلوك، وأهمية المعاملة الحسنة، ومواجهة المخاطر التي قد تواجه الأسرة من خلال بعض التوجيهات التي يقدمانها للأسرة .
وتابع : من المؤسف ان نشاهد بعض فتياتنا الساعيات خلف الموضة بداية من العباءة التي كانت ساترة في ما مضى والآن أصبحت فاضحة، ولا تقتصر هذه المناظر على شبابنا في الأماكن العامة بل الموضوع أبعد من ذلك، فأصبحت هذه المناظر البشعة تتجول في الدوائر الحكومية، فلماذا لا يكون هناك أمر صارم من قبل المسؤولين بإلزام ارتداء الزي الرسمي للمراجعين لها وعدم إنهاء أي معاملة أو مصلحة للشخص الذي لا يلتزم بالزي المحتشم والمألوف في المجتمع، حيث يلاحظ ان بعض من يقومون بمراجعة الدوائر الحكومية يرتادون هذه الادارات بملابس خارجة عن المألوف ما يؤثر سلباً في هيبة تلك الدوائر الحكومية.
يرى حليم مخلف ان مسألة الاهتمام بالأسرة من القضايا العالمية التي زاد الحديث حولها؛ لاسيما في العصر الحاضر، وذلك على مستوى الدول والهيئات والمنظمات الدولية،حيث تحاول كل منها إيجاد صيغة من عندها، من ذلك رفعها لشعارات الحريـة والمسـاواة ؛ ودعواها إلى نبذ الأسرة التقليدية وتطوير بنائها، أو دعوى تحرير الأسرة المعاصرة من القيود وتعويضها بعلاقات شاذة محرمة وإذا كان هدف اللباس في الإسلام هو ستر جسد المرأة وحمايته من العيون النهمة والنظرات الجائعة، فإن هدف اللباس الغربي في كثير منه  هو التفنن في كشف جسد المرأة.
واضاف :ان هذه الظاهرة  انتشرت في اطار مجتمعنا العراقي المعروف بأنه محافظ دينياً وخلقياً وسلوكياً فنحن جميعنا هنا آمرون بالمعروف وناهون عن المنكر وأملنا في الله كبير في أن يعرف شبابنا الانفتاح الفكري السليم الذي لا يخدش الحياء العام والعادات والتقاليد الأصيلة بنا كعراقيين، ناهيك بأننا مسلمون فإذا كانت المعلمة أو الموظفة تقبض في نهاية الشهر مرتباً ضخماً، فإنها لو اهتمت بمتابعة الموضة أولاً بأول، فمن المؤكد أن هذا الراتب قد لا يكفي لمتابعة الموضة والعناية برسومها وطقوسها وتقاليدها وهذا لا شك فيه إهدارٌ لاقتصاد الأمة بشكل عام، وفيه إهدار لحياة هذه الفتاة، التي أصبحت تحيى للتجمل، وتلبس اللباس الحسن، وتعتني بشعرها، ومكياجها، ولون بشرتها، كما أن فيه تضييعاً لهذا المال، الذي كان من المفروض أن يصرف على البيت او في القضايا الشرعية، مثل الإنفاق على الفقراء والمساكين والمحتاجين والأهل والأقارب وسبل الخير، أو على الأقل أن تحفظه المرأة لنفسها، فربما تحتاجه يوماً من الدهر، أو لأولادها، أو مساعدة زوجها على تكاليف الحياة.
وتابع :إن وجود الأسرة هو امتداد للحياة البشرية، وسر البقاء الإنساني، فكل إنسان يميل بفطرته إلى أن يَظْفَرَ ببيتٍ وزوجةٍ وذريةٍ ولما كانت الأسرة اللبنة الأولى في بناء المجتمع لكونها رابطة رفيعة المستوى لذلك يبذل الأبوان الغالي والنفيس من أجل تربية أبنائهم وتنشئتهم وتعليمهم، ومسؤولية الوالدين في ذلك كبيرة، فالأبناء أمانة في عنق والديهم، والتركيز على تربية المنزل أولاً، وتربية الأم بالذات في السنوات الأُولى، فقلوبهم الطاهرة جواهر نفيسة خالية من كل نقش وصورة، وهم قابلون لكل ما ينقش عليها، فإن عُوِّدُوا الخير والمعروف نشؤوا عليه، وسُعِدوا في الدنيا والآخرة، وشاركوا في ثواب والديهم، وإن عُوِّدُوا الشر والباطل، شقُوا وهلكُوا، وكان الوِزْرُ في رقبة والديهم، والوالي لهم.
تقول سلوى محمد :ان للأسرة دوراً كبيراً في رعاية الأولاد - منذ ولادتهم - وفي تشكيل أخلاقهم وسلوكهم، فالأسرةُ هي التي تُكْسِبُ الطفلَ قِيَمَهُ فَيَعْرِفُ الَحقَ والبَاطلَ، والخيرَ والشرَ، وَهو يَتلَّقَى هذه القيمِ دونَ مناقشةٍ في سِنيهِ الأولى، حيث تتحددُ عناصرُ شخصيتِهِ، وتتميزُ ملامحُ هويتِهِ على سلوكه وأخلاقه؛ لذلك فإن مسؤولية عائل الأسرةِ في تعليمِ أهلِهِ وأولاده القيم الرفيعة، والأخلاق الحسنة، وليس التركيز فقط على السعيِ من أجل الرزق والطعام والشراب واللباس.
واضافت :للوالِدَيْنِ في إطارِ الأسرة أساليبُ خاصة من القيم والسلوكِ تجَاهَ أبنائهم في المناسباتِ المختلفةِ، ولهذا فإن انحرافاتِ الأسرةِ من أخطرِ الأمورِ التِي تُوَلِّدُ انحرافَ الأبناءِ لذلك يلعب الوالدان دوراً كبيراً للتخفيف من أضرار الموضة التي تكون في الكثير من الاحيان اداة للتحطيم المعنوي لإنسانية الإنسان فمن أهملَ تعليمَ ولدِهِ ما ينفعه، وَتَرَكَهَ سُدى، فقد أَساءَ إليه غايةَ الإساءة، وأكثرُ الأولادِ إِنما جاء فسادُهُم من قِبَلِ الآباءِ وإهمالِهِم لهم.
ودعت الى محاولة تخصيص وقت كاف للجلوس مع الأبناء، وتبادل الأحاديث المتنوعة: الأخبار الاجتماعية والدراسية والثقافية والتركيز على التربية الأخلاقية والمُثُل الطيبة، وأن يكون الوالدان قدوة حسنة لأبنائهما واحترام الأبناء عن طريق الاحترام المتبادل، وتنمية الوعي، والصراحة، والوضوح و فهم نفسية الأولاد، وإعطاؤهم الثقة في أنفسهم وإشراك الأولاد في القيام بأدوار اجتماعية وأعمال نافعة من اجل عدم الوقوع في شراك الخطيئة .