النشيد الوطني يكتبه الجواهري وكلكامش

آراء 2022/05/17
...

 باسم عبد الحميد حمودي
 
أرجو ألا تكون لجنة الثقافة والإعلام في مجلس النواب الموقر، قد اتخذت قرارا ما بشأن اختيار الشاعر المؤهل لكتابة (النشيد الوطني) الجديد وباختيار المطرب الخاص بأداء هذا النشيد، الذي نريده حيا باقيا لا يتغير بتغير الأنظمة والوزارات والمجالس النيابية.
نريده نشيدا حيا يحكي مجد العراق وعنفوان شعبه وصبره التاريخي الجميل واكتمال جماله عبر العصور.
إن الشعوب الأخرى قد اختارت أناشيدها الوطنية لغير سبب وسبب, فما زال نشيد جمهورية الجزائر حيا مشرقا يصور سنوات نضال الشعب وانتصاره التاريخي على الاستعمار, وما زال نشيد المارسييز الذي أبدعه الضابط (روجيه دي ليل ) وسار به مع جنوده من مارسيليا إلى باريس حيا يحكي نضال الشعب، دون أن يتغير منذ عام 1789 حتى يومنا هذا.
الأمثلة كثيرة على خلود الكثير من الأناشيد الوطنية في العالم, وقد أصيب المجتمع العراقي بلعنة طغيان الحكام ومزاجيتهم في كثير من الأحيان في العصر الحديث, وآن لنا اليوم أن نستمتع بنشيد وطني مبهج وأخاذ وتاريخي، يقدم لهذا الجيل وللأجيال المقبلة من العراقيين صورا من حيويتهم وأمجادهم وحبهم لوطنهم, بحيث يظل نشيدا حيا يعيش في وجدانهم, يردده الصغير والكبير جيلا بعد جيل.
أقترح هنا أن تعدَّ لجنة من النقاد والاساتذة والنواب (ليس فيهم شاعر) هذا النشيد, وأن يختار هؤلاء مقاطع من قصائد ومقطوعات شعرية حية من ملحمة كلكامش التاريخية، ومن الجواهري العظيم ومن شعر محمد سعيد الحبوبي من شعر شاعر أو شاعرين محدثين.
هذه المقاطع الخمسة أوالستة تجتمع في قصيدة جديدة مفردة فيها العراق اسما ومجدا وجمالا وأناقة ورهافة إحساس.
قصيدة يجتمع فيها الحب كله والعراق كله والحنان كله, لا تقف عند شاعر أو عصر، بل يتجمع فيها الشعر كله بتوالف جميل، لتكون النشيد لوطني 
المأمول.
واقترح هنا أن يكون اللحن الخاص بالنشيد موزعا من ألحان ملحنين مهمين منهم الاساتذة: محسن فرحان ونصير شمة والشكرجي, وأن يلحن كل ملحن منهم مقطعا من المقاطع المختارة, يقوم موزع رئيسي منهم برسم صورته الإخراجية المطلوبة، ليكون النشيد حيا وكثير الشد 
والقبول.
المطلوب من مجلس النواب الموقر أن يستمع إلى هذا المقترح، الذي لا يبغي مجدا فرديا ولا ينشد إلا وجه العراق وصورته التاريخيَّة المشرقة.