المرجعية تطالب بكشف ملابسات كارثة العبارة واستقالة المسؤول عنها

الثانية والثالثة 2019/03/22
...

بغداد / كربلاء / الموصل / الصباح
طالبت المرجعية الدينية العليا، بكشف ملابسات حادثة غرق العبارة في مدينة الموصل، لافتة إلى ان هذه الحادثة المؤلمة تشير الى خلل كبير في النظام الإداري للدولة، وبينما اعلن الوقف السني، اداء صلاة الغائب في جميع مساجد نينوى على ارواح الضحايا، دعا بطريرك الكلدان في العراق والعالم الكردينال لويس روفائيل ساكو، جميع الفعاليات السياسية والاجتماعية والدينية في نينوى الى رص الصف من اجل دعم الامن والاستقرار في هذه المدينة.
وقال ممثل المرجعية العليا في كربلاء السيد أحمد الصافي، في خطبة الجمعة التي ألقاها من داخل الصحن الحسيني الشريف "نواسي الأسر العزيزة المنكوبة من ذوي الضحايا في الحادث المأساوي حادثة العبارة، وفي نفس الوقت نطالب بالكشف عن ملابسات ما حدث ومحاسبة المسؤولين عن هذه الحادثة المأساوية".
وأضاف الصافي "هنا نود ان نشير الى موضعين مهمين، الأول، انه لابد من تحمل المسؤولية في مثل هذه الحوادث الكبيرة من قبل من وقعت الحادثة في نطاق الدائرة المرتبطة بوزارته او دائرته لكي يقدم استقالته ويضع نفسه تحت تصرف اللجنة التحقيقية لكشف كامل الملابسات وتحمل نتائج اي قصور او تقصير علما ان هذا التصرف سائد في كثير من الدول ويبعث برسالة الى المواطنين بان المسؤول يشعر بمسؤوليته وليس مجرد صاحب منصب يفكر بمصلحة نفسه ويتشبث بموقعه مهما أمكن".
وأشار الى ان الأمر الآخر ان "هذه الحادثة المؤلمة تشير الى خلل كبير في النظام الإداري للدولة وهو عدم قيام الأجهزة الرقابية بدورها وهذا جزء من الفساد المستشري في البلد وهناك حاجة ماسة الى تفعيل الدور الرقابي بمختلف مراتبه من الدوائر الدنيا الى الدوائر العليا".
ولفت السيد الصافي الى، ان "الكثير من لجان المتابعة والرقابة لا تعمل بواجباتها اما تسامحا واما بازاء أخذ الرشوة وهذا خطير جداً وهو السبب الرئيس في وقوع حوادث مفجعة بمختلف المجالات"، معرباً عن أمله بان "يسمع المسؤولون ويشعروا فعلا بالخلل ويفكروا فعلا في 
معالجته".
بدوره، أعلن الوقف السني، أمس الجمعة، اداء صلاة الغائب في جميع مساجد نينوى على ارواح ضحايا غرق عبارة الموصل.
وذكر الوقف في بيان مقتضب "وبشر الصابرين وقفات في فاجعة غرق أهل نينوى بدل المقررة سابقا، وهي خطبة الميراث".
وفي ردود الافعال على الحادثة، قال بطريرك الكلدان في العراق والعالم الكردينال لويس روفائيل ساكو، أمس الجمعة، في بيان: إن "الكنيسة الكلدانية في العالم تعرب لاهالي الموصل المنكوبة عن قربها وتضامنها معهم بفاجعة غرق العبارة في نهر دجلة يوم امس الخميس، والتي راح ضحيتها نحو 100 شخص معظمهم من النساء والأطفال"، بينما قدم تعازيه لذوي الضحايا".
ودعا ساكو "جميع الفعاليات السياسية والاجتماعية والدينية بالمحافظة، الى رص الصف من اجل دعم الامن والاستقرار في هذه المدينة التي قاست الكثير"، مطالبا بـ"السعي للحصول على كامل حقوق المحافظة لإعمار ما تهدم من البنى التحتية وبيوت المواطنين، لان ما حصل كان زلزالا مدمرا ولا بد من شحذ الهمم والقيام بحملة تمويل دولية لاستعادة الموصل كما كانت وافضل خصوصا ان هذه العملية المكلفة تفوق قدرات الدولة العراقية".
عربياً، جاء في بيان نشره موقع الازهر، واطلعت عليه "الصباح"، ان "الأزهر الشريف ينعى ضحايا غرَق عَبّارةٍ، في نهر دجلة في العراق، ما أسفر عن مصرع العشرات من رُكّابها وفقدان آخَرين".
واضاف البيان ان "الأزهر يتقدم بخالص التعازي والمواساة للعراق؛ رئيسا وحكومةً وشعبا، ولأُسر الضحايا وذَويهم، سائلًا اللهَ –تعالى- أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته، ويمن على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يطمئن أُسر المفقودين على من فقدوهم، ويردهم إليهم سالمين، وأن يجنب العالم مثل هذه الكوارث والمآسي".