الحزن يُخيّم على العراق

الثانية والثالثة 2019/03/22
...

بغداد / الصباح
خيّمت أجواء الحزن والألم على جميع أرجاء العراق أمس الجمعة، إثر الفاجعة الكبيرة بسقوط عشرات الضحايا في حادث غرق العبارة في الموصل، وأكدت الرئاسات الثلاث التي بادرت بزيارة موقع الحدث ومتابعة التحقيقات ومواساة أهالي الضحايا، أن “المتسببين بهذه الفاجعة سيحاسبون حساباً عسيراً”، إذ أكد رئيس الجمهورية برهم صالح، أن حادث غرق عبارة الجزيرة السياحية في مدينة الموصل لن يمر دون حساب “عسير”، مشدداً أن “أسباب وقوع الفاجعة هي عوامل الفساد والجشع والاستهتار بأرواح الناس”، 
بينما تعهد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس صالح في الموصل باتخاذ قرارات مهمة غداً الأحد بشأن نينوى، مؤكداً أن المحافظة “بحاجة إلى قيادات كفوءة لإدارتها”، في وقت أعلن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الحداد العام في البلاد لثلاثة أيام وتقبل العزاء في دار ضيافة رئاسة الوزراء، متعهداً بتقديم المقصرين في حادث العبارة للعدالة لينالوا جزاءهم وفق القانون.  
 
صالح في الموصل
وقال رئيس الجمهورية برهم صالح، في بيان تعزية: انه “بنفوس يعتصرها الألم نعزي العراقيين بضحايا الفاجعة التي تعرض لها أهلنا في حادثة عبارة الموصل”، مضيفا “إننا على تواصل مع الحكومة الاتحادية والمحلية وحكومة الإقليم لاستنفار الجهود لمعالجة الجرحى والبحث عن المفقودين”، وأكد صالح، أن “الفاجعة لن تمر دون محاسبة عسيرة للمقصرين”.
ووصل رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي إلى الموصل أمس الجمعة، حيث عقدا اجتماعاً موسعاً مع قيادة عمليات نينوى والإدارة المحلية للمحافظة، وقال صالح في مؤتمر صحفي مشترك مع الحلبوسي عقب الاجتماع: إن “الفاجعة لم تأت من فراغ، بل ناتجة من الفساد والجشع والاستهتار بأرواح الناس”. وأضاف صالح، إن “الدولة مطالبة بتحقيق شامل، وإجراءات سريعة ستتخذ حال انتهاء اللجنة التحقيقية من واجباتها”، مبيناً أن “واجبنا هو الانتصار لأهلنا بإجراءات واصلاحات بنيوية وتغييرات إدارية تساعد الموصل على النهوض من كبوتها والدمار الذي لحق بها بالماضي”، ولفت الى “عقد اجتماع للرئاسات الثلاث ستتم فيه مناقشة الاجراءات الكفيلة لمعالجة الوضعية”.
 
عبد المهدي يعلن الحداد العام
وأعلن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الحداد العام في البلاد لمدة ثلاثة أيام بدءا من يوم أمس الأول الخميس، وأوضح بيان لمكتبه الإعلامي، أن عبد المهدي يعلن الحداد الرسمي في أنحاء العراق كافة وفي سفارات وممثليات العراق في الخارج لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من يوم الخميس الموافق الحادي والعشرين من شهر آذار، “مواساة لأبناء شعبنا الغالي، ولأسر الضحايا المنكوبة بفقد ذويها في حادثة غرق العبارة في الجزيرة السياحية في مدينة الموصل”، كما وجّه عبد المهدي، بفتح سجل التعازي الخاص بضحايا عبارة الموصل في دار ضيافة رئاسة الوزراء في الساعة الواحدة من ظهر أمس الجمعة ولمدة يومين حيث يتلقى عبد المهدي التعازي بفاجعة العبّارة.
وكان عبد المهدي وصل الموصل بعد ساعات قليلة من بث وكالات الأنباء للحادث المؤلم، وأفادت بيانات منفصلة للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، أن عبد المهدي وصل محافظة نينوى للوقوف ميدانيا على فاجعة العبارة، حيث عقد اجتماعاً في مقر قيادة عمليات نينوى بحضور المحافظ والحكومة المحلية للوقوف على حادثة غرق العبارة.
وتفقد عبد المهدي، المصابين الراقدين في مستشفى السلام بالموصل بعد حادثة غرق العبارة في نهر دجلة للاطمئنان على سلامتهم والخدمات الصحية المقدمة لهم، كما شملت جولة رئيس الوزراء في محافظة نينوى زيارة موقع الطب العدلي في أحد المراكز الصحية الذي احتشد فيه المواطنون من ذوي الضحايا.
وتحدث رئيس الوزراء في موقع المدينة السياحية بمنطقة الغابات مع رجال الانقاذ والدفاع المدني والغواصين واستمع لهم وأثنى على جهودهم وادائهم الواجب المناط بهم، كما استمع الى عدد من المواطنين من ابناء الموصل، وجدد العزاء لهم ولذوي الضحايا ولجميع العراقيين،  داعياً للمصابين بالشفاء العاجل، وأكد عبد المهدي متابعته الشخصية لمجريات الحادث المأساوي والوقوف على التحقيقات الجارية. وقد وجه عبد المهدي، باستنفار كل جهود الدولة، ومتابعة عمليات الإنقاذ والبحث عن الغرقى والمفقودين وتقديم العلاج واستنفار الكوادر الصحية والطبية والإغاثية، وأمر بفتح تحقيقٍ فوريٍ، مشدداً على ضرورة أن يتم التوصل الى نتائج التحقيق عبر اللجنة المشكلة لهذا الغرض والتعرف على اسباب غرق العبّارة والمقصرين لينالوا جزاءهم وفق القانون.
قرارات الحلبوسي
بدوره، أعلن رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، أن قرارات مهمة تنتظر مدينة الموصل بعد حادثة غرق العبارة ووفاة عشرات الأشخاص.
وقال الحلبوسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس الجمهورية في مدينة الموصل: “نعزي انفسنا واهلنا بهذه الفاجعة الأليمة”، وأضاف “سنعمل على أن تكون هذه النكبة للموصل هي الاخيرة، لأن الرئاسات الثلاث ستضع حلولا جذرية للمحافظة وستكون لها قرارات يوم الاحد بما يخص ملف نينوى”، وأضاف، “لقد كانت قبل فترة فاجعة اغتصاب الطفولة واليوم فاجعة العبارة، هناك تقصير اداري واضح في المحافظة”، وتابع “امتزجت دماء العراقيين معا لتحرير هذه المدينة ولابد من الحفاظ على النصر”، مؤكداً أن “الموصل بحاجة الى ايلاء ادارتها الى اشخاص اكفاء”.
وأكد الحلبوسي، إن “رئيس الجمهورية برهم صالح، يثبت في كل يوم انه عراقي بامتياز وأبناء الموصل يقدرون عاليا موقفه و ينتظرون منه ومنا الكثير”، وأضاف، “أيها الفاسدون والخارجون عن القانون، دماء العراقيين التي سالت على أرض نينوى لن تذهب سدى، ولن نسمح لكم بإهدار التضحيات والدماء الزكية”.
من جانبه، أعرب النائب الاول لرئيس مجلس النواب حسن كريم الكعبي عن ألمه الكبير وحزنه الشديد لوفاة العشرات من أبنائنا،وعزى الشعب العراقي بحادثة غرق العبارة في الجزيرة السياحية في الموصل أثناء احتفالاتهم بأعياد الربيع، مطالبا بالإسراع في الكشف عن نتائج التحقيق بشأن الحادث ومحاسبة المقصرين أشد الحساب .
وأعرب نائب رئيس مجلس النواب بشير حداد عن بالغ أسفه لما وقع من كارثة كبيرة وحادث مؤلم بسبب غرق عبارة للركاب في نهر دجلة بمحافظة نينوى، حداد طالب إدارة محافظة الموصل والجهات المعنية بالإسراع في إجراء تحقيق فوري ومحاسبة المقصرين في الحادث المأساوي الذي آلم
الجميع.
كما قدم نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس تعازيه لذوي الضحايا، مؤكدا أن قوات الحشد المتواجدة في الموصل عملت على المساعدة في عمليات البحث وانقاذ الضحايا بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، مشدداً على ضرورة محاسبة المقصرين.
 
تعازي الشخصيات السياسية
وأعلنت شخصيات وجهات سياسية تعازيها بالحادث المؤلم، حيث وجه رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي برقية تعزية الى ذوي ضحايا حادثة غرق العبّارة ودعا الجهات المعنية في الدولة الى احتساب ضحايا غرق العبارة (شهداء) ومنح ذويهم الحقوق الكاملة، كما طالب رئيس تحالف الاصلاح والاعمار السيد عمار الحكيم، بمحاسبة المقصرين بحادث غرق العبارة السياحية في نهر دجلة بمدينة الموصل، وقال رئيس تحالف سائرون حسين العاقولي: “تعجز الكلمات عن أن تصف مدى الحزن الذي خيم على قلوبنا لكارثة العبارة التي غرقت واغرقت معها العشرات من النساء والأطفال”.
كما دعا الامين العام لحركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، إلى محاسبة المقصرين بحادث العبارة في الموصل، بينما طالب زعيم ائتلاف الوطنية اياد علاوي، بعدم ركن نتائج التحقيق بحادث العبارة ب‍الموصل على الرف، معتبراً أن الموصل‬ تقع ضحية الفساد‬ والإهمال، وأصدر رئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي بيان تعزية دعا فيه إلى التحقيق بأسباب الحادث، وأصدر رئيس مجلس النواب السابق سليم الجبوري بياناً مماثلاً، كما دعا رئيس المجلس الأعلى الاسلامي همام حمودي، لإجراء تحقيق عاجل بالحادث وتشديد السلامة الأمنية للمرافق السياحية.
ووصف رئيس حزب الحل جمال الكربولي ما حصل في الموصل من حادث عبارة بـ”الكارثة الحقيقية”، داعياً الى محاسبة ادارتي المحافظة والمدينة السياحية، وطالب رئيس تحالف الفتح، هادي العامري، بإنزال “أشد” العقوبات بحق الجهات المقصرة بحادثة غرق العبارة في مدينة الموصل “أياً كانت”، بدوره، انتقد القيادي في تيار الحكمة الوطني، وزير الشباب والرياضة السابق، عبد الحسين عبطان، الإهمال في شروط السلامة والبيئة في مشاريع الحكومة والقطاع الخاص بالعراق.