رجاءً .. دققوا في صحة تعابيركم ومصطلحاتكم

آراء 2022/05/19
...

 عبد الحليم الرهيمي
 
يعمد بعض الكتاب والإعلاميين، وقبلهم ومعهم سياسيو الكتل والأحزاب والتيارات، لاستخدام تعابير ومصطلحات ومفاهيم – سمها ما شئت – في كتاباتهم أو تصريحاتهم تستبطن معاني غير صحيحة وتهبط بلغة السجال السياسي، فضلاً عن كونها تزيد في تعقيد الوضع السياسي المعقد والمضطرب أصلاً وتوفر عناصر للفتنة راهناً أو مستقبلاً .
فبعد شيوع استخدام تعابير ومصطلحات المكونات والبيوتات الطائفية والمذهبية والأثنية برز مؤخراً استخدام مصطلح (العناد)، فيقال إن هذا الطرف معاند ولا يريد التغيير او التعديل في مواقفه، وبذلك يتضمن او يستبطن هذا التعبير قدراً من الإساءة للطرف الذي يوجه له هذا التعبير بأنه متعنت ولا يفكر بشكل سليم، في حين يمكن استخدام تعابير أكثر دلالة وصحيحة مثل مُصر او متمسك بموقفه.. وهكذا !
كذلك شاع مؤخراً ايضاً استخدام مصطلح (التمزق) كأن يقال تمزق هذا المكون المذهبي او ذلك البيت العرقي، وتحمل مسؤولية هذا (التمزيق) أحياناً الى مكون او (بيت) آخر . والواقع أن كلمة تمزيق تأتي هنا بمعنى سيئ وقميء، فالتمزيق لأوراق او ملابس يحصل كانقسامات عديدة (أرباً أرباً)، إما في الصراع السياسي فيعبر عنه بالانقسام والانشقاق كمصطلح صحيح ومتداول بجميع اللغات، وتزداد خطورة وخطأ هذا الاستخدام عندما يقال تمزق هذا المكون او ذلك (البيت) في حين هو – في الواقع – تمزق أو انقسام داخل الأحزاب والكتل والتيارات السياسية، التي ينتمي أعضاؤها بالولادة لتلك المكونات، التي أصبحت (بيوتات) ولا علاقة مطلقاً لهذا التمزق بكل المنتمين لذلك المكون او ذاك (البيت).
لقد أضيفت أخطار وأخطاء هذه المصطلحات والتعبيرات إلى مخاطر وأخطاء استخدام مصطلحات (المكونات) و (البيوتات).
بدل استخدام أسماء الأحزاب والكتل والتيارات السياسية دون نسبتها إلى (المكونات) و (البيوتات) كما تحدثنا عن ذلك في مقالات سابقة، ففضلاً عن كون هذه التعبيرات بأسمائها السياسية هو التعبير الصحيح، الذي يجنب نسبة أية أخطاء أو انتقادات الى المكونات، وإنما تنسب فقط لتلك الأحزاب والكتل والتيارات بأسمائها السياسية، وبما لا يثير الضغائن والعداوات بين جماهير وأعضاء تلك المكونات، التي لا علاقة لهم البتة ومطلقاً بأولئك السياسيين المنقسمين او المتمزقين، وفق التعابير الدارجة والذين (يتمترسون) خلف (مكوناتهم)، لتحقيق مكاسب سياسية وفئوية لهم وليس لمكوناتهم .
واذا كان سياسيو الشريحة المتنفذة هي التي تعمد وتصر على استخدام تلك المصطلحات والمفاهيم والتعابير المسمومة لمصالحهم، فإن الرجاء يتوجه الى الكتّاب والاعلاميين النزيهين إلى تصحيح تلك المصطلحات والتدقيق في عدم صحتها وتجنب استخدامها، واستبعاد الآثار السلبية الناجمة عنها .