الحمّى النزفيَّة تصيب العشرات وتثير القلق

ريبورتاج 2022/05/19
...

 نافع الناجي
 تصوير: نهاد العزاوي
أثار فيروس "الحمى النزفية" قلق الصحة العامة في وسط وجنوب العراق، بعد معاودته الانتشار بشكلٍ كبير بين صفوف الحيوانات لا سيما المواشي منها، عبر انتقاله بواسطة حشرة القراد الى الإنسان لتودي بحياة ثمانية أفراد وتسجيل حالات أصابة أخرى تفوق الأربعين، مع تنامي المخاوف من سرعة انتشاره بشكل كبير، واضعاً صحة المجتمع موضع التهديد. 
مرض حيواني المنشأ
الدكتور حيدر حنتوش أخصائي الوبائيات في قسم الصحة العامة، أوضح لـ(الصباح)، أن "مرض الحمى النزفية هو من الأمراض الحيوانية المنشأ، ينتقل من الحيوانات الى الإنسان بواسطة حشرة القراد"، وأضاف "يكون العاملون في تربية المواشي والمناطق الريفية وبعض المهن ذات الصلة مثل القصابين هم الأكثر عرضة للخطورة للإصابة بهذا المرض"، ولفت الى أن "هذا المرض قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، حيث بلغت نسبة الوفيات معدلاً عالياً بتسجيلنا لثماني وفيات حتى الآن مرشحة للزيادة".
 
فرقٌ جوّالة
وطالب المواطنون ولا سيما مربي الحيوانات، الجهات المعنية بتدارك الأمر من خلال إرسال فرق جوّالة للكشف المبكر على رؤوس الماشية ومعالجة المصاب منها، حيث يشكل مرض الحمى النزفية، خطراً محدقاً على حياتهم لانتقاله بسرعة كبيرة وعدم معرفتهم في أغلب الأحيان بحالات إصابتها. 
المواطن فليح حسن وادي، قال "نشكو حالنا من انتشار الحمى النزفية في حلالنا وماشيتنا بشكل واسع وخطير، ونريد أن تخرج اللجان من المراكز البيطرية لتعالج الحيوانات وتطعيمها بأسرع وقت"، وأضاف وادي، أن "حشرة القراد انتشرت في مناطق الجنوب مثل ذي قار وميسان وغيرها وهذا يعني بمثابة كارثة للمربين ولثروتنا الحيوانية، حيث تؤثر بشكل كبير على عملنا وأرزاقنا وقوت أسرنا".
وفي حال ما تداركت الجهات المعنية وأسرعت بوضع حدٍ لفيروس خطير يضرب الحيوان منتقلا الى الإنسان بطريقة سريعة عبر حشرة تنتشر بكثرة، ستصبح حياة المواطنين آنذاك بخطرٍ داهم.
 
مرضٌ خطير
إلى ذلك أكد مدير تعزيز الصحة العامة بوزارة الصحة الدكتور هيثم العبيدي، أن "الحمى النزفية (الكونغو) تعد وباءً أشد خطورة من فيروس كورونا وتبلغ نسبة الوفيات بكورونا 1 بالمئة ، بينما تصل نسبة الوفيات بالحمى النزفية لنحو 60 بالمئة"، وأضاف "وصلت أعداد الإصابات الى أكثر من 56 اصابة و12 وفيات، وتم تسجيل حالات خطيرة خلال الأسبوعين الماضيين في أغلب المحافظات"، مفيداً بأن "أي شخص تظهر عليه الأعراض من الحمى سيؤدي به إلى الوفاة ولا يوجد أي علاج للمرض إلا بالوقاية منه".
يذكر أن مرض الحمى النزفية، موجود باستمرار لكن أصبح ظهوره بين فترةٍ وأخرى وبظروف معينة، حيث ينتقل عن طريق التماس مع المواشي، وعن طريق الدم ورذاذه بالاستنشاق، أو من خلال لدغة (القراد) من خلال أنبوب يتم غرزه في جلد الإنسان. 
 
إجراءات وقائيَّة
الدكتور عبد الرزاق عبدو من صحة المثنى، قال "هذا المرض خطير جدا يؤدي إلى الوفاة، وأسبابه الذبح غير النظامي للمواشي، إذ لا بدَّ من ذبح المواشي في المجازر النظامية وبإشراف ومتابعة دائرة البيطرة والجهات الصحية بالتنسيق مع الداخلية، بغية السيطرة على المرض".
وحث عبدو القصابين وأصحاب المجازر بضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية وهي ارتداء ملابس ذات أكمام طويلة وبألوان فاتحة من أجل ملاحظة ظهور حشرة القراد عليها، كما يجب على ربات البيت التعامل مع اللحوم بارتداء الكفوف واستخدام آلة خاصة بقطع اللحوم.
 
الأعياد والمناسبات
من جهتها أكدت الطبيبة البيطرية رفل عبد الكريم ضرورة الالتزام بتعليمات وزارة الصحة للسيطرة على المرض، بالنظر لمرورنا بعيد الفطر المبارك وما يليه من مناسبات، يزداد فيها ذبح المواشي.
وأضافت "هنالك العديد من الحالات التي لا تظهر عليها الأعراض، لكنها تكون مصدراً ناقلاً للمرض، وفي حالة ظهور حالات تشابه اعراض الأنفلونزا، من صداع وآلام في البطن والحمى الشديدة وتقيؤ لمدة خمسة أيام، يجب مراجعة الطبيب بأسرع وقت والا ستبدأ مرحلة الخطر، وهي النزف الشديد في الأوعية الدموية الدقيقة ونزف في اللثة والعينين والأذنين ستؤدي بهم إلى الوفاة وبنسبة وفيات تصل إلى 60 بالمئة".
وأوضحت أن فرق تعزيز الصحة العامة نفذت حملات توعوية في جميع مناطق بغداد والمحافظات حول مرض الحمى النزفية لمتابعة محلات جزارة اللحوم (القصابة) وباعة الماشية وتوعيتهم بخطورة المرض وأسباب انتشاره والالتزام بالتعليمات والإرشادات بكيفية مكافحته.