محنة الطبيعة

آراء 2022/05/21
...

 زهير الجبوري 
 
تمرّ علينا هذه الأيام محنة ربما لا تتكرر إلا نادرا، وهي أن البلد في وسطه وجنوبه يستنشق رذاذ التراب (الغبار) بديلا عن الأوكسجين النقي ولأيام متتالية، بمعنى أن الجو العام في طقسه الموسمي يمر بهكذا ظروف لأيام قليلة أثناء تحول فصلي الشتاء والربيع، غير أن السنة هذه شهدت هذا الشيء حتى في دخولنا لفصل الصيف، وهي من نوادر الطقس في العراق بحسب رأيي، من خلال ذلك لا بدَّ من وقفة لقراءة الوضع قراءة منطقية وعلمية ونسأل أصحاب الاختصاص عن حقيقة هذا الأمر، تظهر الإجابة من مصدر (أترا العراق) في موقعه الألكتروني، حيث نقرأ (بسبب تأثير منخفض جوي من شمال أفريقيا، والذي ترافقه كتلة هوائية دافئة مما يؤدي ارتفاع درجات الحرارة وتردي مستوى الرؤية إلى أقل من 100 متر في العواصف الترابية)، وهذا ما أشيع في الشارع العراقي، حتى أخذ الناس يتداولون الكلام بظرافة حول القارة الأفريقية بقولهم (حتى أفريقيا وبلدانها نفخت علينا ترابا)، ولعل الأمر يحتاج إلى أبعد من ذلك (من وجهة نظر خاصة)، وهي أن الحال العراقي في ظرفه البيئي يحتاج إلى علماء جيولوجيين، بمعنى هناك تحول جوهري حصل في طبيعة الأرض العراقية من الناحية الجغرافية وكيفية استخدامها بشكل منطقي ما يلائم تكوين طبيعة الأرض ذاتها. 
ولعل سائل يسأل، ما المقصود من هذا الكلام وطرح الأسئلة التي تبحث عن أجوبة، نقول ما يقوله عامة الناس (إن الأرض العراقية شهدت تصحراً في السنوات الأخيرة)، حيث لم تستغل الكثير منها في الزراعة، أو كانت هناك أبنية بديلة عن المناطق الزراعية، إذ تحولت الأراضي الزراعية إلى أبنية سكنية أو مشاريع استثمارية)، وبطبيعة الحال يؤثر ذلك في البيئة، بخاصة اذا ما علمنا أن وسط وجنوب العراق أرض منبسطة او ما يسمى بالسهل الرسوبي، إضافة إلى حالات الجفاف التي اجتاحت المناظق المائية المفتوحة في الأهوار (جنوب العراق) وغير من البحيرات والأنهار، فلماذا لا تناقش هذه الأمور من قبل الدولة؟. 
نخشى ما نخشاه أن تتحول البيئة إلى حالة وبائية لم يستطع أحد السيطرة عليها، مثلما يحصل الآن بوقوع الكثير من الناس في حالات اختناق بسب الغبار، الذي حلّ علينا محنة ونقمة، ولا ندري إن كانت هي محنة عدم استخدام المناطق المفتوحة في البلد، أم هي محنة الطبيعة؟.