حذاء بوش ولسانه

آراء 2022/05/22
...

 حمزة مصطفى
 
جورج بوش الابن دائما يبلعها ويسكت.
يعطي انطباعا أنه "كيوت". 
حين رماه الصحفي العراقي منتظر الزيدي بالحذاء في إحدى زياراته إلى العراق "بلع الحذاء" وسكت للحظات قبل أن يطلق نكتة بايخة أنه ليس على مقاسه. 
مقاسه كان 41 مثلما قال. 
بعد 19 عاما على إحتلال قواته العراق عام 2003 تحت ذريعة البحث عن أسلحة الدمار الشامل ودفاعه المستميت عن ذلك، ليقول في كلمة له مؤخرا أن "قرار غزو العراق كان وحشيا" قبل أن يصحح بابتسامة لا لون لها أنه يقصد غزو بوتين لأوكرانيا.
في العادة لا فرق بين كل أنواع الغزو بصرف النظر عن طبيعة المبررات والأنظمة الحاكمة في تلك البلدان.
الشعوب هي التي تغير أنظمة حكمها.
إن كانت دكتاتورية فهناك وسائل للتغيير تكون دائما لصالح الشعوب وضد الحكام. وإن كانت ديمقراطية فإن وسائل التغيير معروفة وهي صناديق الاقتراع. لا يهم أن تتعثر الديمقراطية بالصناديق أو الصناديق تتعثر بالديمقراطية. دائما هناك إرادة تغيير على يد الشعوب حين تمتلك تلك الشعوب إرادة التغيير.
بوش الابن لم يغز العراق ليسقط نظامه الشمولي أو ليبحث عن أسلحة الدمار الشامل.
الهدف كان الانتقام لأبيه الذي رسمت صورته بقرار أحمق لامعنى له عند مدخل فندق الرشيد.
وعندما لم يجد أسلحة الدمار الشامل قال إن العالم بدون صدام حسين أفضل، وإنه جاء بالديمقراطية إلى العراق.
بصرف النظر عمن أيد الغزو العسكري الأميركي للعراق وماترتب عليه من نتائج, فإن أكثر من 90 % من قوى المعارضة العراقية هي ضد الاحتلال، ناهيك عن أن قوى وفعاليات عراقية أعلنت مقاومتها له منذ الأشهر الأولى.
أميركا نفسها ومعها بريطانيا أعلنتا بعد أقل من شهر إنهما قوة احتلال.
ذهبوا عشاء إلى مجلس الأمن يبكون.
ما حصل لم يكن احتلالا فقط حتى بالمعنى العسكري، إنما كان تدميرا ممنهجا للدولة ومؤسساتها مع إرادة ممنهجة هي الأخرى لبث كل أنواع السموم باسم الديمقراطية وآخرها الدفاع المستميت عن المثلية وآخر تمظهرات تلك المثلية جوجو ومن
 معها. 
الله الذي يمهل ولايهمل لا فرويد هو من أنطق بوش الابن العجوز الآن (75 عاما) ليقول إن غزو العراق وحشي.
ولأن "المرء مخبوء تحت لسانه" كما يقول إمام البلاغة علي ابن أبي طالب (عليه السلام)، فإن لسان بوش فضح نواياه الحقيقية.. على الهواء مباشرة.