قراءة في تقرير مخابراتي

آراء 2022/05/22
...

 محمد شريف أبو ميسم 
 
التقرير الذي تداولته بعض وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي الصادر عن مجلس الاستخبارات الأميركي (المكون من 18 وكالة استخبارات والمعروف بمجتمع الاستخبارات)، والذي قام الرئيس الأميركي "جو بايدن" برفع السرية عنه، هذا التقرير يطرح الكثير من التساولات بشأن ما ورد فيه، من قبيل أن تغير المناخ سيؤدي إلى تفاقم التوترات الدولية، وأن البلدان الفقيرة ستواجه العواقب السلبية الأكبر لأنها الأقل استعدادا للتكيف، وحدد التقرير إحدى عشرة دولة من بينها العراق سيكون تأمين الطاقة والغذاء والمياه العذبة والصحة معرضاً للخطر جرّاء التغير المناخي، الأمر الذي سيؤدي إلى الجفاف وموجات الحرارة وإلى إجهاد البنى التحتية مثل امدادات الكهرباء، ما قد يفضي إلى صراع داخلي وهجرات بشرية وموجات لجوء إنساني، كما في الفقرات (5 و6) من التقرير، وإلى احتمال زيادة الإصابة (بحمى الضنك) في دول بضمنها العراق كما في الفقرة (11).
يقدم التقرير صورة قاتمة عما سيحصل في العالم وتحديدا في الدول الأحدى عشرة، التي أشار لها وبضمنها العراق، محذرا من عدم قبول المساعدة والفشل في التعاون ومنذرا الدول المتخلفة من مغبة اللحاق بالركب والاستفادة من التقنيات الحديثة التي تحتكرها الشركات التي تحكم العالم، والا فانها عرضة للصراعات السياسية والحروب الأهلية، بما يشير صراحة لقبول التدخل الخارجي المباشر في ادارة شؤون هذه البلدان.
هكذا يخبرنا التقرير بكل وضوح، الأمر الذي يعطينا حق التساؤل والبحث عن صلة محتوى التقرير بما حدث وأريد له أن يحدث في البلدان التي أشار لها التقرير أو البلدان المجاورة لها، ففي بلدنا رفض أهالي السماوة سعي جهات أجنبية لاستثمار مليون دونم من أراضي الصحراء ومثلها في الرمادي على أرض تحتوي على أكبر خزين مائي في الشرق الأوسط، وطالبوا باستثمارات محلية تضمن استثمار المياه وطنيا وتشغيل العاطلين، وتجنيب البلاد شرور ما يقال بشأن توطين الأجانب في مدن زراعية في اطار صفقة القرن، بينما قامت رساميل عراقية باستثمار بعض من هذه المساحات وسرعان ما أحالتها إلى أرض خضراء. 
ولهذا فمن حق أي عاقل أن يتساءل عن سر موجات الغبار العاتية المنطلقة من داخل الحدود العراقية حصرا!، ولماذا ينسحب الاحتباس الحراري على العراق دونا عن دول الجوار الأكثر تصحر؟ وهل فعلا أن علوم هندسة المناخ والهندسة الجيولوجية والعلوم ذات الصلة بصناعة المطر وانزال البرد الصناعي في المناطق الحارة، قادرة على صناعة موجات الغبار على مناطق دون غيرها؟ إنها أسئلة مشروعة تحتاج لمختصين بهذه العلوم وربما يكون لها صلة بتقرير مجتمع الاستخبارات الأميركي.