حفلات التخرج في الجامعات

آراء 2022/05/24
...

 صالح لفتة 
 
المُبَالَغَة بالتبهرج ومحاولة إظهار حفلات التخرج سباق بين طلبة الكليات والجامعات أيهما يُنفق أكبر، ويظهر بهيئة مضحكة لينتشر أكثر في مواقع التواصل الاجتماعي اِنْقَاص من شأن التعليم العالي في العراق. 
ولتجنب النقد والاعتراض والاستهانة بالمجتمع والتصرفات الخاطئة وغير الناضجة من بعض الأشخاص، والتي تنعكس سلباً على الجميع على وزارة التعليم العالي أن تتكفل بالتخطيط والإشراف والتوجيه والتنفيذ لحفلات التخرج، لتكون احتفالية مركزية موحدة وتحديد يوماً سنوياً لجميع الجامعات والكليات للاحتفال بتخرج طلبتها. 
فالجامعات وجدت لهدف سامٍ لا لمظاهر اللهو والاسفاف، واذا لم تضع وزارة التعليم يديها على كل ما يسيء للتعليم لتصحيحة ستنحدر أكثر للأسوأ عاماً بعد 
عام. 
هناك طرق وأساليب عديدة يمكن من خلالها توجيه حفلات التخرج للأفضل والسيطرة على تصرفات الشباب بسهولة  وإزالة التصرفات الصبيانية، لتنسجم الاحتفالية مع سنوات الدراسة التي قضاها الطالب والأهداف، التي يُراد من الطالب الخريج إنجازها مستقبلاً. 
مع تكريم الخريجين الأوائل والمبدعين منهم والسماح للضيوف بالحضور ومشاركة الفرحة، خصوصاً أهل وأقارب وأصدقاء الطلبة
 المتخرجين.
لإظهار حفلة تخرج جميلة تبقى بالذاكرة دون المساس بالآخرين أو خدش الرأي العام، وتنقية حفلات التخرج من اللهو الزائف ومحاولة تسويق الرقص كثقافة مجتمع بأكمله.
ولا شك سيكون هناك رفض ومحاولات تمرد من بعض الأشخاص، لكن سمعة التعليم والحفاظ على حرمة الجامعات أهم من رأي فردي.
فليس كل الناس أغنياء ولا الجميع يرضى بما يحدث في حفلات التخرج كما يشاهد في مواقع التواصل. 
لذا فالأفضل سيطرة الدولة ممثلة بوزارة التعليم العالي ووضع الضوابط التي تلجم من يتخطى الخطوط الحمراء التي وضعتها الأعراف والتقاليد المجتمعية وخصوصية المجتمع الشرقي. 
من حق الطالب أن يفرح بتخرجه وهذا حق مكفول، لكن الجامعة والوزارة أعرف بمصلحة الطالب والفقرات المناسبة للاحتفال، فبعض التصرفات لها أبعاد اجتماعية خطيرة على الأجيال القادمة وتَحْوِيل مفاهيم خاطئة، لتصبح صحيحة والدليل على ذلك أن كل سنة تدخل فقرات جديدة تواجه اعتراضات في البداية لتصبح من المسلمات بعد فترة وجيزة.