لبنان يحتفل بـ «عيد التحرير» وسط أزمة سياسية واقتصادية خانقة

الرياضة 2022/05/25
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
يحذر خبراء اقتصاديون في لبنان من أنّ البلاد في ظل تفاقم الأوضاع وعدم وجود ضوء في خضم العتمة التي ما برحت تحاصر اللبنانيين من كل حدب وصوب، مهدّدة بالدخول في ما يشبه المجاعة، إذ واصل الدولار جنونه ليلامس عتبة الـ33 ألف ليرة، مقابل تدهور قيمة العملة الوطنية ومع الأزمة الخانقة في تأمين أساسيات المعيشة وفقدان اللبناني الحد الأدنى من قدرة مواجهة ذلك، شهدت أسعار المحروقات أمس الثلاثاء قفزة كبيرة وفقاً لجدول الأسعار الذي أعلنته وزارة الطاقة. 
وتأتي تحذيرات الخبراء الاقتصاديين التي أطلقوها أمس الثلاثاء في تصريحات صحفية في وقت أقرت فيه حكومة الرئيس نجيب ميقاتي قبل أيام خطة التعافي التي جوبهت برفض الثنائي الشيعي وأطراف أخرى.
 من جهتها، أصدرت جمعية المصارف، أمس الثلاثاء، بياناً شديد اللهجة هاجمت فيه إقرار خطة التعافي الاقتصادي من قبل الحكومة قائلة: "إنّ الحكومة أبت إلا أن تودّع اللبنانيين بشكل عام والمودعين بشكل خاص، عبر إقرار خطة نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، القاضية بتنصّل الدولة ومصرف لبنان من موجباتهما بتشديد الديون المترتبة بذمتهما، وتحميل كامل الخسارة الناتجة عن هدر الأموال التي تتجاوز السبعين مليار دولار أميركي إلى المودعين بعد أن قضت الخطة على الأموال الخاصة بالمصارف". وخاطبت اللبنانيين بقولها: "ابشروا أيها المودعون، لأن الدولة اللبنانية ألغت ودائعكم بـ "شخطة" قلم، فهذا كل ما تمخّضت عنه عبقرية "الخبراء"، بالرغم من وجود خطط بديلة واضحة، لا سيما تلك التي اقترحتها جمعية المصارف القاضية بإنشاء صندوق يستثمر، ولا يتملك، بعض موجودات الدولة وحقوقها، ليعيد إلى المودعين حقوقهم وإن كان ذلك على المدى المتوسط والبعيد" .
وأوضحت الجمعية، أنه "رضيت الضحية ولم يرض الجاني، بذريعة أن هذه العائدات هي ملك للشعب ولا دخل للمودعين بها، وكأن استنزاف أموال المودعين لدعم الشعب كان محللاً، أما استعادة المودعين لأموالهم فهي أمر محرم. أما أن يتحفنا البعض بالقول إن المداخيل المستقبلية للدولة هي ملك الأجيال القادمة، فذلك مرفوض لكون مدخرات الآباء تعود للأجيال القادمة أيضاً فلا تعدموا جيلين تحت مسمى الحفاظ على مستقبل الأجيال". وجددت "رفضها لخطة كُتبت بأموال المودعين واموال المصارف، مؤكدة أنها تقف صفا واحدا مع المودعين لرفض هذه الخطة التي لا تعافي فيها سوى اسمها" .
في غضون ذلك، أكد قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون، أمس الثلاثاء، أن تاريخ "25 أيار 2000، يبقى محطة مشرقة في تاريخ لبنان وعلامة فارقة في سجلات الانتصار". وقال عون: "يبقى 25 مايو 2000 محطة مشرقة في تاريخ وطننا، وعلامة فارقة في سجلات الانتصار، بعدما تمكن اللبنانيون بنضالهم وإرادتهم وعزمهم من دحر العدو الإسرائيلي عن أرضهم وتحطيم أسطورة تفوقه العسكري، وسطروا في وجدان الوطن ملحمة عنوانها العزة والكرامة والحرية فأصبحوا مدعاة فخر للعالم أجمع، وكرسوا مفهوم النضال في ذاكرة كل الشعوب، فكان يوم المقاومة والتحرير" .
وتوجه عون للعسكريين قائلا: "كنتم وستبقون كما عهدناكم أصحاب عزم وإرادة صلبة، تنفذون المهام الموكلة إليكم بروح معنوية عالية وإيمان وصبر وإصرار ليبقى بلدنا لبنان مهما عصفت الرياح ومهما قست الظروف، وتبقون أنتم من يحيك خيوط الانتماء ويجمع أوصال الوطن..تنتشرون على الحدود الجنوبية تؤازركم قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان لتنفيذ القرار 1701 ومندرجاته، إلا أن وجودكم على الحدود بمواجهة العدو الإسرائيلي، لم يكن ليتحقق لولا حفاظكم على الاستقرار الداخلي والسلم الأهلي والعيش المشترك والتفاف اللبنانيين حول جيشهم انطلاقا من حقهم في مقاومة الاحتلال وردع اعتداءاته واسترجاع الأرض
المحتلة" .
وأضاف قائد الجيش اللبناني: "أيها العسكريون، أنتم تكرسون حقنا في مواجهة العدوان الإسرائيلي ومنعه من تحقيق أطماعه في أرضنا وثرواتنا البحرية، بعدما دفع مئات الشهداء دماءهم الطاهرة ثمنا للنصر ورسموا من خلالها حدود الوطن" .