النواب الكرخي في الأهوار

فلكلور 2022/05/26
...

   باسم عبد الحميد حمودي
 
كيف استطاع مظفر عبد المجيد النواب, ابن بغداد الكرخ, وابن بيت النواب وقصره الكبير المطل على ثانويَّة الكرخ للبنات أنْ يكتب رائعته «الريل وحمد»؟
نحن في بغداد نسميه القطار, وابن الجنوب يسميه: الريل, فكيف جاء الريل الى ابن الكرخ وابن المهراجا، لتبدأ رحلة الحياة الجديدة لدى مظفر؟ الحياة الخالية من أيدي مدرس الثانويَّة الناعمة ودارس المتنبي وأبي العلاء واللزوميات؟
كانت البداية في رحلة نظمها تحالف يساري عام 1955 الى قرى الجنوب, وكان من المشاركين الاقتصادي إبراهيم كبة والمسرحي يوسف العاني ومظفر, إذ انطلق صوت الشجن الجنوبي المحمداوي ليبهر الحاضرين.
ليالي الهور المظفريَّة الأخرى تمت بتجوال مظفر في قرية الشموس بدعوة من صديقنا المشترك بلبل الجامعة الصادح عبد الرحمن شمسي, ابن (العالية) الذي دعا ابن (الآداب) الى قريتهما العمارية حيث عاش مظفر المفردة الجنوبيَّة وتعلم أنْ يغنيها مثل شمسي الشهير عندنا بفراكيته: (بكيتي وردتك بالعمى عيوني).
ظل مظفر يزور الهور مراراً ويعجن المفردة الشعبيَّة ويطوعها حتى كانت «الريل وحمد» التي كتبها خلال عامين و»نهبها» علي الشوك- صديق مظفر وجاره في منطقة الصالحية- ونشرها في مجلة «المثقف» التي كانت تصدرها جمعية الخريجين.
نزلت القصيدة كالصاعقة لتغير معالم القصيدة الشعبيَّة الحديثة ولتصل تأثيراتها الى الجالية العربيَّة في لندن بصوت سعدي الحديثي الصادح بالأغاني البدويَّة.
وسعدي زميل مظفر في (الآداب) وقد رحل مثله بعد الرحلة المشتركة الى سجن نقرة السلمان.
بقية الحكاية معروفة وتجدونها في كتب د.حسين الهنداوي وجاسم المطير ورياض النعماني وكاظم غيلان وفي مذكرات دكتور علاء بشير وبوستات فيصل العيبي وكتابات العشرات ممن أحبوا مظفر وذكروه بخير.
رحل قمر الكرخ والفاتحة على روحه المعذبة.