محمد صادق جراد
إنَّ الجيل المتعلم والمتنور يكون قادرا على الوقوف أمام الأزمات والمشكلات، التي تواجه البلد، فالتعليم سلاح المجتمع للتحول نحو الأفضل، ولفهم وتحليل كل ما يدور حوله ليتمكن من مواجهة التحولات والمشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
ولهذا أدركت جميع الأمم أن عملية بناء الإنسان في اي دولة تبدأ من المدرسة والأسرة من خلال بناء جيل واعٍ محب لوطنه ليسهم بدوره في بناء بلده وتطويره.
وعندما نريد أن نكتب عن العملية التعليمية في العراق فيمكن لأي خبير حقيقي في العمل التربوي أن يدرك بأنها ما زالت تعاني من تداعيات جائحة كورونا وما تركت من آثار سلبية على أكثر من مرحلة، حيث ساهمت عملية عبور التلاميذ في المدارس الابتدائية، لا سيما تلاميذ الصف الاول والثاني في زيادة أعداد التلاميذ الذين لديهم ضعف كبير في القراءة والكتابة، لسبب بسيط للغاية وهو أن التلميذ يتعلم في هذه الصفوف أبجديات القراءة والكتابة عبر تعليمه الحروف، وأن أي نجاح او عبور للتلميذ عبر التساهل في التعليمات والقوانين او تسهيلات من المعلم، سيكون بمثابة كارثة ومشكلة تعليمية، لا يمكن معالجتها بسهولة في الصفوف القادمة وسنكون أمام مشكلة التسرب المدرسي وترك المدرسة، لعدم جدوى الدراسة فيها وهذا سينتج بدوره أجيالا تعاني من الأمية.
ولو أردنا أن نضع الحلول لهذه المشكلة، فلا بدَّ أن نعترف بأن الحل لا يكمن في المرحلة القادمة لأن معلم المرحلة القادمة ملزم بتعليم منهج جديد في فترة زمنية محددة، بعيدا عن تعليم الحروف وكيفية القراءة والكتابة، ومن هنا نجد بأننا أمام حاجة ملحة لمبادرة وطنية لمعالجة أمية التعليم، التي ساهمت جائحة كورونا وتداعياتها وجائحة النجاح غير المستحق لعدد كبير من التلاميذ في المراحل الاولية في تعاظم هذه المشكلة في العراق.
ونقترح أن نبدأ بحصر قوائم بأسماء هؤلاء التلاميذ، الذين يعانون من ضعف القراءة والكتابة، بغض النظر عن المرحلة التي وصلوا اليها وتنظيم الدروس التعليمية لهم عبر التنسيق بين وزارة التربية ومديريات الإعداد والتدريب وتهيئة الكوادر المختصة بتعليم الصفوف الأولى لإعادة تعليم هؤلاء في العطلة الصيفية او عبر زجهم في دورات، وانقاذهم من الأمية التي اصبحوا فيها، والتي ستكون سبباً في تركهم
للمدرسة.