العواصف الترابية.. هل تزيد من معدلات الفقر؟

الصفحة الاخيرة 2022/05/27
...

 بغداد: عامر مؤيد 
 
دفعت العواصف الترابية التي ضربت العديد من المدن العراقية مؤخراً، رئاسة الوزراء إلى تعطيل الدوام الرسمي، فضلاً عن تأجيل وزارة التربية لبعض الامتحانات النهائية للطلبة، فبحسب الأنواء الجوية فإن العواصف هذه سيستمر هبوبها بين فترة وأخرى. 
تزايد هذه العواصف، أثر بشكل كبير في أصحاب الدخل اليومي، الذين اعتادوا أن ينفقوا ما يحصلون عليه عبر أعمالهم اليومية، قوتاً لأسرهم التي تعاني من الفقر. وبالتالي، فقط اضطرت شريحة واسعة من العمال والكسبة إلى الاستمرار بأعمالهم رغم التحذيرات الصحية من خطورة الغبار، وبالأخص مصابي “الربو” أو من لديهم مشكلات في الجهاز التنفسي. ومع إصرار كثيرين على أن يكونوا في عملهم للعودة بلقمة الخبز إلى منازلهم، فإن فرق خاصة بالإنعاش انتشرت في العاصمة بغداد من أجل تقديم المساعدة لمن هم بحاجة إلى رعاية صحية.  إذ نشرت صور كثيرة على منصات التواصل ومواقع الانترنت تُظهر حالات اختناق مع مسعفين حولهم يحرصون على تقديم المساعدات في الشوارع من قبل فرقة “الإنعاش”. 
وأعلنت وزارة الصحة استنفار ملاكاتها كافة بغية تقديم المساعدة للمصابين بأمراض الجهاز التنفسي، إذ جاءت حالات عديدة إلى المستشفيات بحسب بيانات الوزارة. وعن إصرار حسين حميد على الخروج إلى العمل رغم معرفته بصعوبة ذلك، يقول لـ “الصباح”، إن “أسرته تعتمد على ما يجلبه من مال لشراء ما يحتاجونه، وإن غيابه ليوم واحد عن العمل سيجعلهم في مأزق توفير وجبة الطعام اليومية”.  ويضيف حميد أن “العواصف الترابية تؤذيه بشكل كبير وتؤثر في صحته، لكنه مجبر على الخروج وتحمل ذلك”، مبيناً أن “الفرق الصحية موجودة لمعالجة من هم بحاجة إلى العناية”.   وليس فقط أصحاب القوت اليومي من يعملون في العواصف الترابية، بل هناك القوات الأمنية الساهرة على أمن المواطن، وكذلك الفرق الصحية بمختلف تصنيفاتها، كما أن العاملين في حقل الصحافة أيضاً لا يمتلكون العطل في هذه الأيام. ويقول الطبيب زيد رمزي لـ “الصباح”، إن “أحد الأمور التي نُكلف بها في الوقت الذي تعلن فيه الأنواء الجوية عن وجود عاصفة ترابية قادمة هو التحضر ودخول حالة انذار”. ويضيف أن “الكثير من مصابي الربو يصلون إلى المستشفى قبل هبوب العاصفة الترابية أو بعد ذلك بقليل”.  ويشير إلى أن “الملاكات الصحية دائماً ما تكون على أهبة الاستعداد في حال حدوث أي طارئ أو انتشار وباء، إذ يكون الأطباء وغيرهم من العاملين في الشأن الصحي في مقدمة المعركة ويقدمون كل ما يملكونه.