بمادة «الريزن» تبدع زهراء عايد (26 عاماً)، أعمالا فنية تثير إعجاب الآخرين، فنجحت بصناعة الاكسسوارات والأواني المنزلية والأدوات واللوحات والآيات القرآنية والديكورات والتحف والمصوغات والأثاث وكأنها تنبض بالحياة، بالإضافة إلى امتلاكها هوايات متعددة ومنها، الكتابة والقراءة والطبخ والرسم، وتحلم بدخول عالم التصميم أيضاً.
وعن بداياتها تحدثت زهراء الحاصلة على دبلوم علوم قائلة :
«بدأت بتلك الهواية منذ سنة ٢٠١٨، فكنت أتابع وأتعمق في هذا المجال على مواقع الإنترنت لفنانين مشاهير، وبقيت أبحث عن المواد بداخل العراق، وما زلت أطور من نفسي، وأطمح وأهدف للعالمية».
دعم وصعوبات
واجهت العديد من التحديات، كعدم توفر المواد الأولية، وإن توفرت تكون بأسعار مرتفعة، وليست بجودة عالية، كذلك فإن العاملين بهذا المجال والتجار يستغلون الزبائن ويوفرون مواد رديئة، ويرفعون من أسعارها ما يعرضهم للخداع.
مضيفة «لكن زوجي وقف معي وساعدني بتوفير تلك المواد عن طريق الأصدقاء في خارج العراق، ووفر أيضاً القوالب، واستطعت تنفيذ أعمالي ولاقت إعجاب وترحيب من حولي، وازدهرت بآرائهم الإيجابية، ولم أنسَ الدعم المعنوي والمادي من والدتي، وكذلك زوجي الذي يعمل أحياناً معي، بتنفيذ بعض الأعمال، لا سيما أنني أعمل داخل منزلي، ولا توجد مساحة لإنشاء ورشة خاصة لعملي الذي يحتاج إلى تركيز ودقة عالية، إذ يستغرق العمل الواحد منها في الصيف ثلاثة أيام، من صب وتنعيم وتذهيب وطلاء طبقة أخيرة، لكن في الشتاء القطعة تستغرق أكثر من أسبوع، لا سيما القطع الكبيرة، لأن مادة الريزن تحتاج إلى جو دافئ نسبيًا لتتصلب»، ومن الجدير بالذكر أن الريزن هو أحد أنواع الفنون اليدوية، وهوعبارة عن مادة كيميائية من اللدائن الصلبة، ومقاومة للاحتكاك، وشديدة الالتصاق، وتكون عبارة عن طبقة عازلة عند جفافها، وتمتاز بالشفافية، وتكون لامعة أشبه ما تكون بالزجاج، ومن الصعوبة أن تتعرض للكسر، ومقاومة للحرارة.
نجاح
تمت دعوة زهراء للمشاركة بالبازارات، لكنها رفضت لكون العمل غالياً بهذه القطع، وأشارت إلى أن الأفكار التي تود إيصالها هي أن لا شيء مستحيل مع الطموح والعمل، لكونها فشلت بثلاثة مشاريع مسبقًا، واستمرت بالعمل حتى حققت نجاحها بهذا المشروع، الذي أصبح الأقرب لها لحبها للألوان والإبداع.
وبينت أنه على الفتيات أن لا يتوقفن ولا ينتظرن وظيفة أو عملاً ثانياً، إذا كانت لديهن موهبة أو هواية فيستطيعن توظيفها لشيء يحقق لهن النجاح والربح المادي والدخل، وهن قادرات على تطوير أنفسهن.
رسالة
وعن أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في عملها أوضحت «لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً مهماً في الترويج لأعمالي، وحققت شهرة، واستطاعت هوايتي أن تصل لكل محافظات العراق، وحصلت على آراء إيجابية شجعتني على مواصلة العمل».
وختمت زهراء حديثها برسالة قائلة: أهم رسالة أحاول إيصالها لكوني أماً ومحاضرة وزوجة، ليس هناك تحدٍ يقف بوجه الطموح والعزيمة، علينا التطوير من ذاتنا ومهاراتنا وقدراتنا الإبداعية، وأتمنى أن يكون هناك دعم للأعمال والحرف اليدوية، كونها تشكل مصدر رزق للكثير من أصحاب الدخل المحدود، كذلك آمل أن يدعم التجار عملنا، ويقدموا لنا مواد جيدة وبأسعار مناسبة.