أرشيف جريدة الصباح

شاب يعرض شهادته للبيع

الصفحة الاخيرة 2022/05/29
...

 بغداد: عامر مؤيد 
   يعاني الخريجون من أزمة كبيرة تتعلق بعدم توفر فرص التوظيف الحكومي لهم أو اعتماد "الوساطة"، كجانب أساسي في الحصول على الوظيفة في حال كان هناك تخصيص مالي لإحدى المؤسسات.    
الغريب في الأمر أن الكثير من أصحاب الشهادات العليا يجلسون على الأرصفة دون أي وظيفة، رغم أنهم أفنوا سنوات طوال في الدراسة والبحث بغية تقديم ما هو مفيد للمجتمع والبلاد. 
وفي الآونة الأخيرة، شهدت محافظات عدة، تظاهر المئات من الخريجين لتوفير فرص التوظيف، لكن مطالبهم جوبهت بالرفض وكذلك تم الاعتداء عليهم. 
سعد صالح الدرويش، شاب من محافظة صلاح الدين في قضاء العلم، وحاصل على شهادة الماجستير الزراعية في اختصاص علوم الأغذية وبشكل مفاجئ أعلن عن بيع شهادته عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وبعد ما نشر الدرويش هذا الإعلان، تضامن معه الكثير من الأصدقاء ومتابعيه وطالبوه بالعمل على القطاع الخاص كجانب أهم في توفير فرصة عمل له حقيقية بعيداً عن "الوظيفة". وقال الدرويش لـ "الصباح"، إن "أسرته منذ عام 2003 وإلى هذا اليوم لا تملك أي وظيفة حكومية، إذ إنه وأخوته الأربعة لم يبقوا أي باب لطرقه من أجل الحصول على أبسط فرص العمل".
وأضاف الدرويش أنه "أعلن عن بيع شهادته بعدما تفاجأ بصدور عشرات العقود لأناس بدون شهادات بينما يملك هو شهادة الماجستير". 
وبين أنه يعمل في النشاطات المدنية منذ 2015 وأسس منظمة محلية اسمها "نحن السلام" فضلاً عن عمله في وكالة للغاز من أجل توفير لقمة العيش لأهله.  
الناشط علي صاحب نشر في صفحته بـ "الفيس بوك" رداً على منشور سعد الدرويش، "سعد منذ سنوات يحاول الحصول على وظيفة تناسب إمكانياته وشهادته العلمية، ولكن دون جدوى، فالمتنفذين المهيمنين على كل شيء في العراق لم يتركوا وظيفة أو فرصة عمل يستطيع سعد وغيره الحصول 
عليها دون أن يدفع رشوة أو يكلف واسطة". 
الناشط في محافظة صلاح الدين يزيد الحسون هو الآخر طالب سعد بالعدول عن قراره وكتب له أن "هذا الكلام لن يصدر من سعد صديقنا المثابر فالعمل لا يقترن بالدولة والوظيفة فقط"، لكن الدرويش رد عليه بأن "60 عقداً وزارياً جاء إلى القائممقامية دون أن يعلم أي أحد وتوظف بذلك من لا يستحق".
كثيرون طالبوا بألا تقتصر خطة الحياة بالحصول على وظيفة حكومية، بل هناك الكثير من الأفكار والمشاريع التي من شأنها أن توفر أرزاقاً مختلفة للخريجين.
الطبيب رعد العبود اقترح على سعد الدرويش كونه خريجاً لكلية الزراعة تأسيس "كلية الزراعة وتكون شركة مساهمة استثمارية، تطرح أسهمها للسوق والتداول بعد نجاحها وتعمل على الاستثمار الزراعي بكل الاختصاصات والمجالات للإنتاج الزراعي والتغذوي، وتطبق العلم والمعرفة والتطور العلمي في مجال الزراعي"، مبيناً أن مقترحه جاء بعد تطبيق حصل في كلية الزراعة جامعة البصرة.