أولاد المغتربين يحبون وطنهم لكنهم متمسكون ببلد المهجر

اسرة ومجتمع 2019/03/24
...

لمياء نعمان 
لم يتقبل إيمن ذو الـ”7 “ اعوام الاختلاط بأهل والدته في أيامه الأولى من قدومه لبغداد فهو يفتقد للطعام الأمريكي والمكسيكي وبعض الأطعمة التي إعتاد على تناولها في مدينته ديترويت ,لكنه استمتع كثيرآ باسواق  بغداد ومطاعمها ومولاتها التي تتضمن بأروقتها  أجهزة الألعاب التي يحبها  حتى انه فرح عندما أقلته “ الكية “ مع جده لشراء الكباب المشوي في منطقة الدورة  ,,واستغرب من وجود عوائل واشخاص يزورون بيت جده لرؤية القادمين والترحيب بهم  وهو لم  يحبذ اللقاء بهم في بادئ الامر كونهم غرباء كما كان يشعر  ,,ومع مرور الوقت شعر بالفرح والمتعة بلقائهم وحصلت فرصة له مع والدته وجدته لزيارة المتحف البغدادي وحديقة الزوراء والحيوانات  وقام بتصوير بعض اللقطات بنفسه بناء على طلب معلمته فهي فرصة  لتعريف زملائه عن بلد بعيد عن امريكا..
وعندما وصل  لمدرسته في امريكا شرح لهم كيف أنهم استمتعوا بالعائلة الكبيرة وببعض المواقع والاماكن في بغداد والأسواق وببعض الناس الذين أحبهم...
أما دانية جلال التي تبلغ من العمر “17” عاما تقول بلغتها العربية الجميلة والتي تغيب مفرداتها عن نطقها : إنها تود زيارة بغداد فقد أمضت سنواتها الأولى فيها وتحبذ رؤية أقاربها وتعتبر ذلك عطلة وزيارة وينتهي الموضوع بالنسبة لها وكما توضح أنه لا يمكنها العيش في بغداد فهي تحبذ الزيارة فقط ..فحياتها هنا في امريكا ..أما أخوها ليث وعمره “12” عاما يعجبه زيارة بغداد للمرة الثانية فقد استمتع بأجوائها في زيارته الأولى لها لكنه يحبذ البقاء في امريكا لغرض الدراسة وإكمال حياته ,,لكن تشغله بعض  التساؤلات عن الفروقات التي تحصل بين أسرته والمجتمع الامريكي بالنسبة للحرية المطلقة والدين والصلاة والعديد من الامور التي تشغل باله لكن أهله يجيبون  دومآ على تساؤلاته، أما صديقه رياض مازن فهو يزور أهل والدته ووالده كل عامين فالفرصة تسنح له بذلك ويتكلم باللهجة العراقية التي يتقنها جيدآ خلافآ لبقية الصغار من العراقيين الذين يعيشون في ميشغان / ديترويت ولآنسنغ وهو يرغب بالمجيء لبغداد ليلتقي بأولاد عمومته واخواله لكنه يقول : أحب مدرستي ولدي أصدقاء من كل الجنسيات ..لذا أحب البقاء هنا في بيتنا بأمريكا.. وأما زين العابدين الحسيني فهو بعمر “11” عاما إرتاح كثيرآ في مدينة لآنسنغ خاصة ان أغلب العوائل العراقية لديها اطفال بعمره وفي المدارس معه ولا يحب الرجوع لبغداد كما سمع من والدته وقد فاجأها بقوله : يمكنها الرحيل وتركه مع أخيه للرعاية الاجتماعية وهي تتولى إيجاد عائلة لهم للتبني والعيش معهم ,, فقد أصبح يحب “السستم” على حد قوله ويتدرب على كرة القدم ولغته جيدة ويتعلم الكثير من النشاطات والألعاب التي تنفعه في مهاراته كما أن لديه مقدرة ذهنية في الرياضيات والعلوم ومعلمته فرحة به  وحتى انه بدأ باختراعات بسيطة تنم عن قدراته العقلية والذهنية ونال على أعجاب الكادر التعليمي في المدرسة وحسبما يشير الصغير الى انه مرتاح هنا في امريكا فالنظام يحمينا حتى من الأهل حين يضايقوننا ولا نفكر بالصيف الحار والكهرباء مثلما تقول والدتي والجو هنا رائع وممتع ,واعتدنا على الثلوج في الشتاء وعلى انخفاض درجات الحرارة التي تصل الى 25 تحت
 الصفر . 
سما نوري حمادة وعمرها “8” سنوات قدمت لأمريكا منذ عامين مع عائلتها  وهي تتحدث الانكليزية بشكل مطلق وترفض التحدث باللغة العربية إلا نادرآ ومع والدتها ,,شرحت أهمية التعلم  والدراسة هنا ومن دون مدرسين خصوصيين ، وتقول :نحن نتعلم كل شيء هنا كما تشير الى أن لديها صديقات واصدقاء ومن كل الجنسيات ولا أحد يمتعض من تصرفاتها كونها فتاة كما يحصل في بغداد  هي مرتاحة هنا وتحب زيارة بيت جدتها وجدها في السليمانية في العطلة ولا تريد الرجوع والعيشهناك .
زينب الجلبي وعمرها “21” عاما لم تزر العراق منذ “15” عاما واشتاقت لرؤية الأقرباء في ديالى ودهوك والنجف فاستمتعت بمشاهدة الجميع خلال “25” يوما وشاهدت الكثير من المعالم التي ما زالت في ذاكرتها ولم تكن تعرف المزيد عن أهلها لكنها عرفت أن القلوب والبيوت التي احتوتها واستقبلتها عامرة بالمحبة والدفء وهذا ما تفتقده في الغربة فلا اجتماعات عائلية إلا ما نادر في موطنها امريكا ولا ضحكات من القلب ولا حضن من جدتها وخالات والدتها ووالدها، وعلمت كيف أن الاعلام الأوروبي والأمريكي قد قام بتشويه صورة العراق فأظهره على أنه بلد الخراب والنفايات والقتل والسلب.. هي تسمع هنا وهناك بعض الحكايات المحزنة  وتألمت لها ، لكنها اختزنت العديد من الذكريات الجميلة مع أقرباء لها من  موطنها
 الأصلي. 
ولم يدر باسل “19” عاما بأن والدته حجزت للسفر الى العراق لرؤية اهلها من دونه فقد كان يود السفر معها ، لكن وعدته أمه بالسفر معها المرة القادمة وحسب ما قال لها : كان يعجبني أن أشاهد مدينتك وأهلي وكيف هي عاداتهم وتقاليدهم ، وباسل ولد في امريكا في مدينة لآنسنغ ولا يتكلم العربية على الإطلاق,,لذا كان يود التعرف على أهله في العراق وفي بعقوبة بشكل خاص ..وأما الصغيرة ريم عادل “3” سنوات لم تشعر بالفرح والمرح إلا بعد أيام من قدومها لبغداد مع والدتها وأخيها الكبير “7” سنوات فلم تعتد على رؤية أناس كثر في بيتهم وهم من الأقرباء وخافت منهم في بادئ الامر لكنهم جاؤوا  للترحيب بهم ودعوتهم للغداء أو العشاء كما هو الحال في أعرافنا وتقاليدنا.. هي لم تفهم لماذا هؤلاء يحاولون التقرب اليها وتقبيلها ,,مع مرور الأيام تغير حالها وسلوكها واصبحت مرحة وفرحة وتضحك دائما ولم تشعر بالغربة بينهم بل على العكس وهذا ما أسعد الجميع وخاصة والدتها كما أصبحت تطرب لسماع الأغاني العراقية الجميلة في كل مكان .ميرال آزاد “7” سنوات تحب زيارة بغداد لأجل رؤية اهل والدها فهي تحبهم كثيرآ وتتحادث معهم عن طريق وسائل الاتصال الاجتماعي ولهجتها العراقية لم تتخل عنها مطلقآ فوالدتها تصر على ان تتحدث العربية في البيت حتى لاتنساها كما أن بعض المدارس بدأت بالاهتمام بأن ينطق الطفل لغته الأم ,,,ومن عادة ميرال في بيت جدها الجلوس امام المدفأة فهي تستغربها كثيرآ ففي بيوتهم يعمل التبريد والتدفئة بشكل مركزي وليسوا بحاجة الى مدافئ وهي تفتقد للحياة البسيطة والجميلة كما عبرت بلغتها الطفولية
 والعفوية .