دورة في تحقيق المخطوطات

ثقافة 2019/03/24
...

 
عبد الكناني
 
على مدى ثلاثة ايام نظم مركز إحياء التراث العلمي العربي التابع لجامعة بغداد دورة خاصة بتحقيق المخطوطات الاسبوع الماضي، شارك فيها عدد من المهتمين والمختصين من كليات جامعة بغداد.‏
افتتحت الدورة بكلمة ‏ترحيبية لرئيس قسم المخطوطات د.إيمان صالح مهدي مرحبة بالمشتركين ومعرفة عن منهاج الدورة ‏وأهدافها. ‏
وابتدأت الدورة بمحاضرة ‏ألقاها الباحث محمد عزيز عبد الأمير التدريسي في قسم المخطوطات بعنوان ‏‏(مناهج المخطوطات) متناولا التحقيق لغة وهي كلمة لم ترد في المعاجم اللغوية العربية بمعناها العلمي او ‏الاصطلاحي الحديث ولكن تقاربها كلمة حقق، ومن خلال نصوص محققة نستدل أن هذه الكلمة تدل على: الإثبات، ‏التصديق، الإحكام، والتصحيح والتحقيق في الاصطلاح هو إثبات المسألة 
بدليلها. 
وأضاف: اما تحقيق المخطوطات فأشار ‏مصطفى جواد بأنّه الاجتهاد في جعل النصوص المحققة مطابقة لتحقيقها في النشر، كما وضعها صاحبها ومؤلفها من ‏حيث الخط واللفظ والمعنى. ونشأ فن تحقيق النصوص عند العرب والمسلمين منذ فجر الإسلام وخصوصاً عند علماء ‏الحديث النبوي 
الشريف. 
وذُكرت مناهج تحقيق المخطوطات العديدة ونذكر أهمها على طريقتين لشيوعهما وهما منهج ‏التحقيق عند المستشرقين، منهج التحقيق والإخراج الفني والعلمي 
للمخطوط .
 
سمات التحقيق
وألقت د.إيمان صالح مهدي رئيس قسم المخطوطات محاضرة ‏بعنوان (منهج المدرسة العراقية أنموذجاً) تحدثت فيها عن أهم التحقيقات العراقية التي تميزت بسمات خاصة ‏عن سائر البلدان، ومن هذه السمات هي التسلسل الزمني في ذكر مصادر التخريج؛ لان الفضل للمتقدم ‏والمتأخر انما اعتمد في اخباره على المتقدم والاكتفاء بتخريج الأشعار والارجاز من الدواوين الشعرية ‏المطبوعة المحققة أو المجموعة، والاشارة الى الخلاف في الرواية ان وجد اذا لا حاجة لسرد المصادر. و‏الرجوع الى المصادر القديمة المختصة في التراجم. ومنهج ‏د.حاتم الذي تفرّد به هو: الرجوع في تراجم المفسرين الى الكتب التي اختصت بتراجمهم. والرجوع في ‏تراجم الصحابة الى الكتب التي أفردت لتراجمهم مثل: معجم الصحابة لابن قانع (ت 351ع) .
 
إخراج المخطوط
‏فيما ألقت د.آلاء نافع جاسم التدريسية في مركز قسم ‏المخطوطات محاضرة بعنوان (مشكلات التحقيق، ومكمّلات التحقيق) معرفة المخطوطة ‏بانه كل كتاب قديم كتبه مؤلفه بخط اليد سواء بخط يده او خط ايدي تلاميذه او خط احد النساخ من ‏بعدهم. وعرّفت التحقيق: بأنه إخراج المخطوط بشكل صحيح كما وضعه مؤلفه مقروءا وفق ‏معايير 
معينة. 
ومن المشكلات التي يتعرّض لها المحقق كالتصحيف والتحريف الذي قد يوجد في ‏المخطوطة. ويقصد بالتصحيف: تحويل الكلمة عن الهيئة المتعارفة الى غيرها، ويطلق ‏التصحيف على تغيير في حروف الكلمة مما تختلف فيه صورة الخط. ويكون التغيير بالنقط كما ‏هو في (ابن معين العوام بن مراجم)، التغيير بالراء و الجيم، والصحيح (مزاحم)) وهو التغيير بحرف او حروف او هو التغيير و التبديل.
واضافت: ومن المشاكل الأخرى هي اختيار ‏مخطوطة فريدة وخاصة سقط منها اسم الكتاب واسم المؤلف او سقوطات أخرى او حرم ‏او رطوبة، فهذا يكون أكثر عناءً وأصعب على المحقق.
 اما الدراسة فتكون القسم الآخر من ‏التحقيق وتتضمن: عصر المؤلف وسيرته وتلاميذه ورحلاته ومؤلفاته ووفاته. و‏دراسة المخطوطة ويتضمن (وصف المخطوطة ومنهج التحقيق). ومنهج المؤلف، وموارد ‏المؤلف، والنص المحقق، والمصادر، وأخيرا  الفهارس .