الـبـاب المفـتــوح

آراء 2022/06/02
...

  د. حميد طارش
 
 وظيفة الصحافة بدأت أخبارية، ثم تطورت الصحافة لتكون صحافة مواطن، معنية بهمومه وحاجاته وتطلعاته، وسماع مشكلته ورأيه في كيفية معالجتها، إذ ربما يكون رأيه مفيداً أو غائباً عن تفكير المسؤول، وهذه من سمات مجتمع ديمقراطي حر، لذلك سارت في هذا الاتجاه صحف عالمية كبيرة، وذلك بفتح بابها لسماع الشكاوى وطرقها لفتح باب المسؤول للتصرف بشأنها،  وتلعب الصحافة دوراً كبيراً ليس في خدمة المواطن فحسب، وانما المسؤول الذي كان غافلاً عن تلك المشكلة وما قد تجلبه عليه من مساءلة وفشل، ويمكن أن تكون تلك المشكلة بسبب عدم فهم الموظف لواجباته أو لفساده أو لخوفه من اتخاذ القرار المناسب، أو قد تكون بسبب وهم المواطن بوجود الخطأ، وبالتالي تكون مهمة المسؤول سهلة جداً من حيث حلها وتفادي أضرارها، 
 لكن ماذا اذا كانت المشكلة حقيقية، فالمسؤول هنا يستدعي مستشاريه للخروج برؤية للحل، واذا كانت خارج صلاحياته يقوم بعرضها على رؤسائه، وبعض المسؤولين يقوم بعقد ندوة في تلك المنطقة، التي تعاني من المشكلة واذا كانت فردية، 
فيطلب من المواطن مواجهته، إذ أغلب الوزراء لهم يوم اسبوعي لمواجهة المواطنين، وذلك لبيان الموقف والاجراءات المتخذة والتي ستتخذ بشأن المشكلة، إذا كان الامر يتطلب وقتاً أطول للحصول على المال اللازم او القرار او التشريع 
المطلوب. 
 والسؤال المهم، كيف تنجح الصحافة في مهمتها هذي؟ والجواب يكمن بالتنسيق مع إعلام الوزارات، إذ يوجد في كل وزارة قسم للإعلام، وعلى الاثنين أن ينسقا مع قسم الرقابة والمتابعة في الوزارة، والافضل ان يكون ذلك بعلم الوزير ودعمه، 
فضلا عن التنسيق مع قسم شكاوى المواطنين في مجلس الوزراء، لعرض المشكلة عليه عند عدم اجابة الوزارة لها، أي مهمة الجريدة تلقي الاجابة بشأن الشكوى، إذ هي محايدة وتقدم خدمتها للطرفين المواطن والمسؤول، 
وهذا ما يجب أن يعرفه المواطن، وأما المساءلة فهي من اختصاص البرلمان والقضاء وغيرها من الأجهزة المختصة،  كما يجب على الصحيفة أن تنشر اجابات المسؤولين والمتخلفين عن الاجابة، وألا يقتصر تلقيها للشكاوى ضد المؤسسات الحكومية، وإنما حتى على الجريدة 
نفسها.  
 وعلينا ان نتصور الآن كم سيصب ذلك في نجاح الوزير وتحقيق أهداف الوزارة واشباع حاجة المواطن؟، فضلاً عن ان ذلك يعد نجاحاً للجريدة في تأدية أهم وظائفها.