العواصف الترابيَّة لم تعد كابوساً يراود النساء

اسرة ومجتمع 2022/06/04
...

  بغداد : غيداء البياتي 
لم يخطر على بال الموظفة في دائرة التقاعد زينب العبادي أن الطقس المعتدل خلال النهار في يوم إجازتها سيتحول وبشكل مفاجئ إلى عواصف ترابية ليلا، ما شكل عبئاً جديداً عليها اضطرها إلى تحمله بانزعاج وتوتر على ما تقول وتضيف: «أن العواصف الترابية المتتالية التي اجتاحت العاصمة في الأشهر الأخيرة وبشكل مفاجئ جعلتني أتخوف حتى من هواء المراوح داخل المنزل».
العبادي تحدثت عن معاناتها المستمرة مع الأتربة لـ «الصباح» إذ قالت: «أعيش مع أسرتي منذ العام 1990 بالمنزل ذاته ولم أشهد يوماً مثل تلك الأتربة التي تجتاح البلد بين الحين والآخر، وربة المنزل الضحية الوحيدة فهي من تقوم بمهمة التنظيف الشاقة في كل مرة، لا سيما أن شبابيك المنزل الحديدية غير مهيأة لمثل تلك العواصف، والأتربة تدخل بكميات كبيرة عبر النوافذ، وهذا الأمر جعلني أصاب بنوع من الفوبيا من أي هواء حتى لو كان من المبردة الهوائية أو المروحة».
 
النشرة الجوية
لا يختلف حال مهندسة الديكور الداخلي يسر العزي كثيراً عن حال الموظفة زينب فهي تشير إلى أنها أصبحت تتابع يوميا نشرة الأخبار الجوية وتترقب باستمرار مسار هبوب الرياح، إذ تقول: «بسبب انعدام المساحات الخضراء في المنطقة أصبح حتى الهواء المعتدل مغبراً ما يسبب انزعاجاً وتوتراً مستمراً لي ولجميع أفراد أسرتي المتعاونة معي في تنظيف المنزل».
العزي تسترسل بحديثها وهي مبتسمة :»كانت ابنتي الكسولة وحدها التي تترقب هبوب الأتربة بسعادة خلال فترة الامتحانات وتقلق لو تأخر قدومها إلى العاصمة، لأن مجلس الوزراء يعتبر يوم هبوب العواصف الترابية عطلة رسمية».  
 
رياضة ممتعة
لدى مدربة اللياقة البدنية في أحد النوادي الرياضية النسائية رؤى الصكار رأي يجعل السيدات يستقبلن خبر العاصفة الترابية برحابة صدر وروح رياضية لأن «المكتوب ما منه هروب» على ما تقول وتضيف :»كي لا تصاب المرأة بحالة من التوتر عليها أن تكون أكثر ايجابية من خلال ممارسة الرياضة، فيمكنها أن تحول الأعمال المنزلية المزعجة والشاقة إلى برنامج رياضي ممتع، لأن تلك الأعمال من الممكن أن تكون سلاحاً فعالاً لحرق السعرات الحرارية والتخلص من الوزن الزائد».
وتضيف :»أن أحد الأعمال التي تحرق السعرات الحرارية وتدرب المرأة على مهارة التوازن والتنسيق العضلي هو تنظيف النوافذ، إذ يساعد على حرق 300 سعرة حرارية خلال ساعة إذا ما تم بطريقة مجهدة، أي بواسطة الماء وأي منشفة مخصصة للتنظيف، فعند مسح أعلى النافذة، يتم الوقوف على أطراف أصابع القدمين وتحريك اليد مع الخصر،  بينما يتم اتخاذ وضعية القرفصاء لتنظيف الجهة السفلية من بلور النافذة، مع مراعاة استخدام الأذرع بالتناوب».
وتقول الصكار :»إن خبراء الصحة يقولون، على من يفكرن في تنظيف المنزل ألا يقللن من قيمة ذلك لأن جلسة تنظيف متوسطة للمنزل يمكن أن تحرق سعرات حرارية بسرعة أقل من جلسة تمارين قصيرة».
كما أن رؤى تنصح المرأة بأن تستمتع بالاستماع للموسيقى بل والرقص قليلا للتخفيف من الشعور بعملية تنظيف المنزل وأنها قد تبدو طريقة بديلة لمن لا يمارسن رياضة معينة.
ويذكر أن رابطة المستهلك الألمانية تقول إن كمية الدهون التي يمكن حرقها خلال مهام التنظيف البسيطة مرتفعة على نحو مذهل، فعلى سبيل المثال فإن صعود ونزول الدرج يحسن القدرة على التحمل، بينما محاولة الوصول للجزء العلوي من النافذة لتنظيفه يعد نوعاً من تمارين الإطالة.
وإذا أراد المرء حرق المزيد من السعرات الحرارية من خلال عملية التنظيف فإن 15 دقيقة من المسح تحرق نحو 200 سعرة حرارية بينما تنظيف البلاط أو ما شابه يمكن أن يحرق نحو 75 سعرة حرارية في المدة الزمنية نفسها وكلاهما بمثابة تمرين للذراعين.