خواطر منوعة

الصفحة الاخيرة 2022/06/07
...

حسن العاني
طرد الحسد:
تعد المعتقدات الشعبية واحدة من أبرز الظواهر العالمية التي تلتقي عندها بلدان المعمورة بلا استثناء، ولا يخرج العراق عن هذه القاعدة، ومن الطبيعي أن يختص كل معتقد بقضية معينة، فهذا لجلب الخير، وذلك لطرد الشر، وهذا للشفاء من المرض وذاك لطلب الرزق..الخ ، ومع أن الكثير من المعتقدات تندرس أو تهمل، ولكن الشعوب بالمقابل تبتكر غيرها مع الزمن، ولا بد أن أغلبنا يستذكر بعضها كسن الذئب مثلاً أو حصير السنابل أو تهشيم القلل وغيرها، ومعلوم أن تلك الدائرة الفخارية الزرقاء المعروفة باسم (أم سبع عيون) هي الأشهر من بين معتقداتنا الشعبية، ووظيفتها (طرد الحسد)، والناس تعلقها على واجهة البيت من الخارج، ويلاحظ أن العراقيين قد تخلوا عنها، واقتصر استعمالها على واجهة المنطقة الخضراء من الداخل والخارج!
أربع عيون: 
ونحن في المركبة متوجهين إلى الباب الشرقي، كان الرجال الذين لا يعرف بعضهم البعض الآخر، يتبادلون حديثاً مملاً حول الروتين والأخطاء التي ترتكبها دوائر الدولة، وقد لفت انتباهي واهتمامي، ذلك الكلام الذي قاله أحدهم، إذ زعم أن اسمه هو (أمجد سلمان صقر) وأنه حصل على ثلاثة كتب شكر من الوزارة التي ينتمي إليها، وقد تسلم الأول باسم (أحمد سليمان صفر) والثاني وصله باسم (أحمد سلمان صقر) أما الثالث فحمل اسم  (أمجد سليم صقر)، وأقسم الرجل بأن الوزارة نفسها عاقبته يوماً وقد تسلم كتاب العقوبة بالاسم الرباعي مع اللقب، 
ومن دون أي خطأ (أمجد سليمان صقر حسين الكعبي)، وبينما تعالى الضحك علق أحد الركاب قائلاً (مولانا.. الجماعة يكتبون كتاب الشكر بنص عين، بس العقوبة بأربع عيون)! 
حوار: 
في أثناء المفاوضات الثنائية التي عقدت قبل عدة سنوات، قال الأول متسائلاً (سمعتُ تصريحك الأخير الذي تندد فيه بالفساد، وتهدد شركاءك السياسيين بأنك ستكشف هوية الحرامية بالأسماء الثلاثية، فهل نحن المقصودون بهذا التصريح؟) ردّ عليه (ما كنتُ لأقول ما قلت لولا إنني رأيتك على إحدى الفضائيات، وأنت تدين الفساد بقوة، وتهدد بكشف جماعتنا بالأسماء، فظننتُ أنك، يمكن أن تفعلها)، قال الأول متسائلاً: (كيف بمقدوري الإقدام على مثل هذه الخطوة التي تدمر مستقبلنا السياسي؟) قال الثاني (أنا أعتذر حقاً) فردّ عليه الأول (وأنا كذلك)، وتوجها معاً إلى الفضائية للتنديد بالفساد.. وما زالا ينددان إلى اليوم!.