حرب باردة جديدة قد لاحت بوادرها

بانوراما 2019/03/24
...

روبرت كابلان ترجمة: انيس الصفار  
 

في حزيران 2005 كتبت موضوعاً نشرته مجلة “أتلانتك” بعنوان: “كيف نحارب الصين”؟. كتبت حينها قائلاً: “التحدي العسكري بين أميركا والصين سيكون أبرز المعالم المحددة للقرن الحادي والعشرين، وسوف تكون الصين خصماً أشد خطورة مما كانت عليه روسيا في أي وقت من الاوقات.” بعد ذلك بينت كيف ان حروب المستقبل تكون بحرية الطابع؟، بكل انظمتها القتالية التجريدية، رغم ان معارك مكافحة الجماعات المسلحة كانت هي الصيحة الطاغية طيلة السنوات الاربع عشرة الماضية.

وها هو المستقبل قد أزف، وهو ليس إلا حرباً باردة جديدة. فعمليات القرصنة الكومبيوترية الصينية المتواصلة التي لا نهاية لها، وسجلات البنتاغون المعنية بالأفراد، وسواها من امور مشابهة، كلها عناصر حرب تدور ولكن بوسائل مختلفة. هذا الوضع هو الذي سيبقى ويدوم عقوداً، ولن يزداد مع الزمن إلا سوءاً مهما تكن حقيقة الصفقة التي حاول أن يبرمها الرئيسان الصيني والاميركي المبتسمان في تلك الصورة الشهيرة التي جعلت الاسواق المالية تقفز لوهلة الى عنان السماء.
الحرب الباردة الجديدة ستكون دائمة بسبب جملة من العوامل التي يفهمها الجنرالات والستراتيجيون جيداً رغم ان كثيرين، خاصة مجتمع المال والاعمال الذين تعج بهم “دافوس”، لا يزالون يفضلون انكارها. ونظراً لكون العلاقة الاميركية الصينية هي الحاسمة لمصير العالم، فإن الحرب الباردة بين الاثنين أخذت بالتحول الى مبدأ تنظيمي سلبي للعوامل الجيوسياسية سيتحتم على السوق حساب تكاليفه واخذها بالاعتبار. وسبب ذلك كله هو ان التباينات بين الولايات المتحدة والصين أساسية وصارخة، وهي تباينات لن يكون بالوسع معالجتها عن طريق المفاوضات كما لن يمكن تلطيفها مطلقاً.
 
البحر الكاريبي
الصينيون من جانبهم مصممون على اخراج القوات البحرية والجوية الاميركية من غرب المحيط الهادي (بحرا الصين الجنوبي والشرقي) بينما الجيش الاميركي عازم على عدم التزحزح من مكانه. 
تصميم الصينيين منطقي تماماً من وجهة نظرهم، فهم يرون بحر الصين الجنوبي بذات المنظار الذي كان الستراتيجيون الاميركيون يرون به البحر الكاريبي في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، أي انه الامتداد المائي الاساس لبرّهم القاري، وسيطرتهم عليه تمكنهم من دفع قواتهم البحرية واساطيلهم الى عرض المحيطين الهادي والهندي، ناهيك عن تهدئة تايوان.
 السيطرة على الكاريبي هي التي مكنت الولايات المتحدة من بسط سيطرتها الستراتيجية على الجانب الغربي من العالم وفرض ثقلها على توازنات القوى في جانبه الشرقي عبر حربين عالميتين وحرب أخرى باردة. لقد كان البحر الكاريبي بالنسبة للولايات المتحدة منطلقاً للقوة والنفوذ، ومثل ذلك سيكون بحر الصين الجنوبي بالنسبة للصين. 
بيد ان الاميركيين لن يتزحزحوا من غرب المحيط الهادي لأن المؤسسة الدفاعية الاميركية، بشقيها العسكري والمدني، تعتبر الولايات المتحدة قوة باسفيكية باقية ما بقي الدهر، ولك ان تراجع سلسلة من الاسماء والاحداث هناك لتتأكد من ذلك ،اهمها اتفاقية واشنطن الحالية وتحالفاتها الممتدة من اليابان جنوباً حتى استراليا. انه ارتباط عاطفي بقدر ما هو إلتزام تاريخي.
في الواقع ان وزارة الدفاع الاميركية تشعر بالتحفز وضرورة التحرك لمواجهة التهديد الصيني أكثر من شعورها القديم ازاء التهديد الروسي لأنها تعتبر الصين، بكل ما تمتلكه من قدرات وامكانيات وخفة حركة، قوة تكنولوجية صاعدة تسعى للحاق بالولايات المتحدة، أو حتى تخطيها، في ميدان شبكات الجيل الخامس والانظمة القتالية الرقمية. الصين بالنسبة للولايات المتحدة هي الخطر المسرع الذي عليها ان تضبط خطواتها على وقع خطواته.
الرفض الاميركي للتخلي عن المياه الصينية يلقى التأييد حتى من صقور الليبراليين، الذين قد يصبحون اصحاب القرار في الملفات الآسيوية لأية ادارة ديمقراطية مقبلة، ناهيك عن الجمهوريين (المؤيدين منهم للرئيس دونالد ترامب والمعارضين له). 
من يطلق عليهم إسم “الرادعين” ومثلهم “الانعزاليين الجدد” فمن المرجح أن تجدهم، حين تضعهم على محك الحقيقة، مؤيدين اقوياء لموقف الولايات المتحدة من الصين. 
حتى التقدميين الديمقراطيين من جناح اليسار لن تجد موقفهم بعيداً حقاً عن موقف مستشاري ترامب الاقتصاديين حين يتعلق الامر بتبني خط متشدد في المحادثات التجارية مع الصين. لقد كانت الصين دائماً شأناً مهماً للحزبين معاً، لذلك من المستبعد ان يشهد ذلك تغيراً كبيراً في حالة تعرض رئيس ما للاتهام او عند انتخاب رئيس.
 
سفينة صينية ومدمرة اميركية
بيد ان ما يوحد الترامبيين والديمقراطيين بخصوص مباحثات التجارة (المعتدلون منهم والتقدميون على حد سواء) هو اسلوب الصينيين نفسه في العمل، ذلك الاسلوب القائم على سرقة  الملكية الفكرية والحصول على التكنولوجيا الحساسة من خلال شراء حصص كبيرة في مؤسسات متخصصة تتيح لهم السيطرة عليها وادماج القطاعين العام والخاص بحيث تكتسب شركاتهم مزايا غير عادلة (لا سيما في عالم قائم على النظام الرأسمالي) والتلاعب بالعملة وغير ذلك من اساليب. إلا ان المباحثات التجارية لن تستطيع تغيير هذه الاساسيات مهما حققت من نجاح، واقصى ما ستفعله الصين لن يتعدى اجراء بعض التعديلات في نمط العمل عند حدود الهوامش لا أكثر. بما ان التوترات الاقتصادية مع الصين لن تخمد فعلياً على الاطلاق فإنها ستبقى تلهب المناخ العسكري. فحين تمرق سفينة صينية من امام مدمرة حربية اميركية وتقاطع مسارها، او عندما تمنع الصين سفينة انزال برمائية اميركية من الوصول الى هونغ كونغ، كما حدث في الخريف الماضي، فإن ذلك لا يمكن فصله عن الاجواء المشحونة بالخطاب التجاري. 
حين تداعى النظام العالمي الحر أخذت حقبة من التنافس الجيوسياسي بالبروز هي اقرب الى الاجواء الطبيعية تاريخياً، عندئذ اصبحت التوترات التجارية مجرد متمم تكميلي لذلك التنافس. ولكن، لكي نفهم ما يدور بالفعل يجب علينا ان نكفّ عن اصطناع هذا الفصل ما بين “التوترات التجارية” و”التوترات العسكرية” بين الصين واميركا.
الحرب الباردة الجديدة لها بعدها الآيديولوجي ايضاً، فعلى مدى عقود عديدة كان ينظر في الولايات المتحدة الى نمو الصين المتسارع اللاهث نظرة ايجابية، كما كان ينظر بتسامح الى الزعيم “دينغ شياو بينغ” المستبد (المتفتح ثقافياً بدرجة ما) وكذلك الى الزعماء الذين اعقبوه، خاصة لدى أوساط الاعمال الاميركي. 
بيد ان الصين تحولت خلال فترة حكم الرئيس “شي جين بنغ” من نظام الحكم الاستبدادي الناعم الى نظام صارم قاس. 
فبدلاً من زمرة الرفاق التكنوقراط، المفتقرين الى الجاذبية الشعبية والخاضعين لقوانين التقاعد، أصبح هناك رئيس حاكم مدى الحياة يحيط نفسه بشبه طائفة من الاتباع المتأثرين بشخصيته وهم الذين يديرون عملية الهيمنة الفكرية ويشرفون عليها بوسائل رقمية، بما في ذلك نظام تمييز الوجوه، ويتابعون تحركات مواطنيهم عبر الانترنت. لقد اصبح الامر مثيراً للقشعريرة، فالقادة الاميركيون من كلا الحزبين أخذوا يصابون بالنفور من هذا النظام الذي اعتقل ايضاً في السنوات الاخيرة ما يقارب مليون مواطن من عرقية الايغور المسلمين وارسلهم الى معسكرات العمل الشاق. لقد أمست الفجوة الفلسفية الفاصلة بين النظامين الاميركي والصيني اليوم واسعة بقدر ما كانت الفجوة  فاصلة بين الديمقراطية الاميركية والشيوعية السوفييتية.
 
لمسة زر
ضع في الحسبان ايضاً أن التقدم التنكولوجي قد ساعد في تأجيج هذا الصراع بدلاً من تخفيفه. فنظراً لكون الولايات المتحدة والصين تعيشان اليوم في البيئة الرقمية نفسها أضحت حروب الاندماج ممكنة الوقوع لأول مرة في التاريخ (إذ لم تعد تفصل بين حدود المتحاربين آلاف الأميال كما كانت عليه الحال في الماضي، وإنما هي لمسة زر على لوحة مفاتيح الكومبيوتر). الصين اليوم تستطيع التسلل الى فضاء الاعمال وشبكات الجيش في الولايات المتحدة مثلما تستطيع الولايات المتحدة التسلل الى فضاء الاعمال وشبكات الجيش الصينية. 
المحيط الهادئ بكل عظمته لم يعد ذلك الحاجز الذي كان عليه ذات يوم، وبمفهوم أعم أن النجاح الذي حققه عبر العقود النظام الرأسمالي، ونظام الرأسمالية الكاذبة، في تطوير اقتصاد عموم منطقة المحيط الهادئ، هو نفسه الذي أوجد المال والثروات التي يتطلبها الانغماس في سباق التسلح الذي يأخذ مجراه على اعلى مستويات التكنولوجيا العسكرية والكومبيوترية السيبرانية. والواقع هو أن عصر الحروب الجديد هذا ما كان ليحل لولا الرفاه الاقتصادي الذي سبقه، أي أن النصف الفارغ من القدح كان سببه المباشر هو النصف الآخر الملآن، كما يقول البروفيسور “باول براكين” من جامعة ييل في كتابه الذي اصدره في العام 1999.
الخبر الطيب هنا هو أن كل ما قلناه قد لا يفضي الى حرب دموية، ولكن الخبر السيء هو أن الحرب يمكن أن تقع في نهاية المطاف. 
وبالنسبة لي فإنني اعتقد أن احتمالات حدوث عنف متبادل لا تزال دون 50 بالمئة، وهو الحد الذي تصبح فيه الحرب مرجحة وأكثر من مجرد احتمال، بيد أن الاحتمالات ارتفعت رغم هذا ارتفاعاً ملفتاً للنظر. المسألة هنا تتعدى نظرية ثيوسيدايدس المجردة، وهي النظرية التي تعزو نشوب الحروب الى عوامل الخوف والحفاظ على المكانة والمصالح، لأنها ترتبط بمدى التحسس الذي يمكن ان تبلغه الصين حيال قضايا مثل تايوان، والسهولة التي يمكن ان يفلت بها زمام الموقف بمجرد وقوع حادثة جوية أو بحرية. فكلما اشتدت حدة التنازع التجاري، وكلما اقتربت السفن الحربية الصينية والاميركية من بعضها في بحر الصين الجنوبي، تضاءلت مع مرور الوقت قوة الانضباط والسيطرة لدى الطرفين، وكلنا نعلم أن كثيراً من الحروب قد نشبت رغم أن أياً من أطرافها لم يكن يرى في نشوبها مصلحة له. إذا ما سخنت المواجهة في بحري الصين الجنوبي أو الشرقي فإن تأثيراتها على النظام المالي العالمي ستكون أثقل وقعاً من تأثيرات انهيار العراق أو سوريا أو ليبيا أو اليمن.
 
انكماش الترسانة النووية
في الماضي حال الخوف من القنابل الهايدروجينية دون تحول الحرب الباردة الى ساخنة، ولكن هذا التصور اقل انطباقاً اليوم على الحرب الباردة الجديدة. فاستخدام الاسلحة النووية وعصر تجربة تلك الاسلحة في الفضاء قد أخذ بالانحسار الى زوايا الذاكرة، الامر الذي جعل خوف صناع السياسة من تلك الاسلحة أقل من خوف اسلافهم في أعوام الخمسينيات والستينيات، مع ملاحظة أن الترسانة النووية مستمرة في الانكماش هي الاخرى من حيث الحجم والقدرة التدميرية مع التحول المتزايد الى المنحى التكتيكي. علاوة على هذا فإن منظور الحرب اللانووية قد توسع هو الاخر توسعاً ملحوظاً خلال الحقبة الجديدة، حقبة الاسلحة الموجهة عالية الدقة والهجمات السيبرانية الكاسحة عبر الانترنت. الحرب بين القوى العظمى اليوم يمكن تصور وقوعها بوسائل وطرق غير تلك التي كانت متبعة إبان حقبة الحرب الباردة الاولى. ما ينبغي علينا أن نخشاه الان ليس الصين الصاعدة .. بل هي الصين المنحدرة نحو الهاوية لأن تباطؤ الاقتصاد الصيني، إذا ما جاء في اعقاب تكون هذه الطبقة الوسطى الواسعة ذات الاحتياجات والمتطلبات الجديدة، فإنه قد يجعل الصين تستشعر اكثر وطأة التوترات الاجتماعية والسياسية خلال العقد المقبل.
الموضوع الذي تمحور حوله كتاب عالم السياسة الراحل “صامويل هانتغتون”، الذي صدر سنة 1968 بعنوان: “النظام السياسي في المجتمعات المتغيرة”، يمكن اجماله بأن الدول كلما نمت فيها طبقة وسطى أوسع وأكبر، تعاظمت لديها احتمالات الاضطراب السياسي، وهذا التعاظم سوف يدفع بالقيادة الصينية الى اذكاء النزعة القومية اكثر مما تفعل الان كنهج للحفاظ على التماسك الاجتماعي. وإذا كان المتشككون، وخاصة أولئك المنتمون الى مجتمع عالم الاعمال، لا ينظرون الى بحري الصين الجنوبي والشرقي أكثر من أكوام حجارة ممتدة تحت الماء فإن الجماهير الصينية لا تراهما كذلك. هذان البحران بالنسبة لهم يمثلان مناطق مقدسة مثلما كانت تايوان ذات يوم. السبب الوحيد الذي يمنع الصين اليوم من اتخاذ مواقف اكثر عدوانية في بحر الصين الشرقي هو خوفها من ان تهزمها اليابان خلال المعركة المفتوحة، وهو أمر، فيما لو حصل، سيكون فيه اذلال للقيادة الصينية قد يضع استقرار الحزب الشيوعي نفسه في موقف حرج. لهذا السبب ستنتظر الصين سنوات اخرى حتى تحقق التفوق على اليابان من ناحيتي القوة البحرية والقوة الجوية. 
وبالنسبة لحكام بكين، فإنهم يدركون تمام الادراك مدى تداخل ستراتيجيتهم في الحكم مع مشاعر الجماهير الصينية، لذلك فإن الحرب الباردة الجديدة ستكون أكثر عرضة في حقيقة الأمر من القديمة لتقلبات الاهواء اللاعقلانية التي تستمد زخمها ووقودها من اجواء الاضطراب الاقتصادي.
 
التحدي الجيوسياسي
في النصف الثاني من القرن العشرين كان لكل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي اقتصاده الداخلي الضخم الخاص به (رغم ما بين الاقتصادين من فوارق)، هذان الاقتصادان كانا حصينين بوجه قوى العولمة المزعزعة للاستقرار أكثر كثيراً من الاقتصادين الاميركي والصيني في وقتنا الراهن. الشيء الذي ولّد هذه الدورة الخبيثة من العلاقات بين الولايات المتحدة والصين تحديداً كان انصهار التوترات العسكرية والتجارية والاقتصادية والايديولوجية وذوبانها ببعضها، صاحبت ذلك زعزعة الاستقرار التي أتى بها العصر الرقمي وما نجم عنها من انهيار المسافات المادية الفعلية الفاصلة. التحدي الجيوسياسي خلال النصف الاول من القرن الحادي والعشرين واضح ساطع: كيف سيمكن منع الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والصين من التحول الى حرب ساخنة.
منع الحرب الساخنة معناه ضرورة تكثيف الجهد الدبلوماسي، لا من قبل وزارة الخارجية فقط بل من البنتاغون ايضاً وذلك من خلال قيام كبار القادة العسكريين الاميركيين بزيارات لنظرائهم كبار القادة العسكريين الصينيين وتبادل الحديث معهم من اجل تكوين شبكة علاقات تكون البديل المكافئ للخط الساخن في زمن الحرب الباردة القديمة. 
يجب تفادي اغراء حصر العلاقات الاميركية الصينية بموضوع واحد مختلف عليه، سواء كان ذلك الموضوع هو التجارة او بحر الصين الجنوبي، وهذا قد يعني اللعب بجدية على الجانب التجاري مع ابقاء الخطاب العام هادئاً لطيفاً ومسبباً بالاسباب الصحيحة طول الوقت. الانسياق وراء النزعات الحماسية في مثل هذا التنافس هو العدو الحقيقي لأن النزعات في عالم الصوت المضخم، وأعني بذلك عالم التواصل الاجتماعي على نطاق العالم، من شأنه رفع قوة النبض الداعي لفرض المكانة، وهذا هو مصدر الحروب في كثير من الاحيان. ما يعنيه ذلك قبل كل شيء هو مفهوم نستعيره من قواعد لعبة الاحتواء التي وضعها الدبلوماسي الاميركي “جورج كينان” التي يقول مفهومها: “كن يقظاً مع استعداد دائم للتفاوض والقبول بالحلول التوافقية، سواء في شؤونك الشخصية او عند الازمات. “إصبر عليهم حتى يقعوا”. حيث أن النظام الصيني، رغم اختلافه عن النظام السوفييتي القديم، سيكون اكثر عرضة للتصدع والانهيار من النظام الاميركي كلما ازداد استبداداً 
وسلطوية.