بيروت : جبار عودة الخطاط
الحدود الجنوبية للبنان مع فلسطين المحتلة أقرب إلى حالة الترقب بعد المعادلة التي حاول تثبيتها زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله بأنه "لا استخراج للنفط من قبل إسرائيل من الحقول المتنازع عليها طالما لبنان ممنوع من ذلك" وجديد الأزمة ما أبلغته اليونان للبنان "أنّ سفينة الاستخراج في المتوسط ليست ملكاً للحكومة اليونانية" في الملف السياسي ميقاتي أعلن أنّ "الانتخابات الرئاسية قد تتأخر ولكنها ستحصل"، وفي الشأن الحياتي المرتبط بالأزمات المتفاقمة أعلن موزعو المحروقات في لبنان أن القطاع يتجه نحو الإفلاس! في حين ذكرت مصادر بأن الاستشارات النيابية مؤجلة لما بعد زيارة هوكشتاين.
وبينما ينتظر المعنيون في لبنان وصول الوسيط الأميركي بشأن عملية ترسيم الحدود عاموس هوكشتاين غداً الإثنين للتعرف أكثر على ما يمكن أن تؤول إليه الأزمة، بينما يرى آخرون أن التعويل على ما سيحمله هوكشتاين في جعبته لبيروت هو في غير محله لأن الأخير بحكم الموقف الأميركي منحاز لتل أبيب في الأثناء أعلن وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، أن "وزارة الخارجية اليونانية استدعت القائمة بالأعمال اللبنانية في أثينا"، مشيراً إلى أن "الخارجية اليونانية أبلغت القائمة بالأعمال اللبنانية أنّ سفينة الاستخراج في المتوسط ليست ملكاً للحكومة اليونانية"، أضاف بوحبيب، أن "وزارة الخارجية اللبنانية تبلّغت أنّ هناك بحّارة يونانيين على متن السفينة التي استقدمتها تل أبيب إلى حقل كاريش".
وكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قد وجّه خطابه إلى السفينة اليونانية التي تستخدمها إسرائيل في عملية استخراج النفط من حقل كاريش المتنازع عليه بقوله: إن "على الشركة اليونانية أصحابها وإدارتها أن يعلموا أنهم شركاء بالاعتداء على لبنان، وما يحصل الآن له تبعات، وعليهم سحب السفينة سريعاً وفوراً وألا يتورطوا في هذا الاستفزاز، وبالتالي على الشركة أن تتحمّل المسؤولية عمّا قد يلحق بالسفينة مادياً وبشرياً، وكل إجراءات العدو لن تحمي السفينة أو المنصة العائمة أو العملية ككلّ، وأي حماقة يقدم عليها العدو ستكون تداعياتها ليس فقط ستراتيجية، بل وجودية" في التوازي أكد النائب محمد خواجة أمس السبت أن" هناك قراراً بمنع اللبنانيين من الاستفادة من ثرواتهم النفطية والأميركي يحاصرنا و الحل بأن نستعين بشركات روسيا لإنقاذ الوضع"، وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت أنها سترسل مبعوثاً إلى لبنان الأسبوع المقبل (أي بعد الأحد) لمناقشة أزمة الطاقة في البلاد، وتأكيد أمل واشنطن في أن تتمكن بيروت وإسرائيل من التوصل إلى قرار بشأن ترسيم حدودهما البحرية. وأشارت الخارجية الأميركية في بيانها، إلى أن آموس هوكشتاين كبير مستشاري وزارة الخارجية لأمن الطاقة سيزور لبنان يومي 13 و14 حزيران،إلى ذلك شدّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، على "أن يختار المجلس النيابي مَنْ يراه مناسباً لتشكيل الحكومة الجديدة، وأن يكون التشكيل الحكومي من دون شروط وتعقيدات يضعها أي فريق في وجه الرئيس المكلّف"، لافتاً إلى أنّ "الانتخابات الرئاسية قد تتأخر ولكنها ستحصل"، وهذه هي المرة الأولى التي تتم فيها الإشارة من شخصية بوزن ميقاتي إلى احتمالية تأخير الانتخابات الرئاسية، بينما كشفت مصادر بعبدا،عن أن "الاستشارات النيابية مؤجلة إلى ما بعد زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى لبنان، والقصر الجمهوري حدد الثلاثاء المقبل موعداً للقاء الأخير" وفقاً لما نقلته الجديد. في غضون ذلك أعرب ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا عن قلق الموزعين من "الارتفاع الجنوني لأسعار المحروقات بسبب ارتفاع أسعار النفط عالمياً بنسبة كبيرة إضافةً إلى ارتفاع سعر الدولار على منصة الصيرفة وفي السوق السوداء". وقال أبو شقرا أمس السبت: "بعد ملامسة سعر صفيحة البنزين الـ 700000 لم يعد بمقدور المواطن تحمل أعباء هذا الارتفاع كما أن الموزعين يتكبدون الكثير من الخسائر ولم يتوانوا يوماً عن تأمين المحروقات إلى المواطنين"، لافتاً إلى أن "عدداً من أصحاب المحطات لم تعد لديهم القدرة على الاستمرار وتأمين أسعار المحروقات سلفاً". وأشار إلى أن "السياسة المتبعة منذ فترة طويلة مع أصحاب المحطات أدت إلى إفلاسهم، وأن الموزعين طلبوا موعداً عاجلاً مع وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض للتشاور في أوضاع القطاع في ظل الصعوبات التي يعاني منها الموزعون وأصحاب المحطات الذين يتوجهون إلى الإفلاس"، مطالباً بأن "يكون هناك وقت محدد لجدول الأسعار لأنهم يتكبدون خسائر كبيرة بسبب تقلب الأسعار".