الناصرية: نجلاء الخالدي
شاءت الأقدار أن يولد مجتبى فاقداً لحاسة البصر، ما يعني أن بانتظاره رحلة شاقة في الحياة، بدأت متاعبه منذ مراحل الطفولة المبكرة، حيث تفتقر مدينته الناصرية إلى مؤسسسات خاصة بذوي الإعاقة البصرية، تساعد على دمجهم في المجتمع.
يقول مجتبى كريم لـ “الصباح» إن «يولد طفل معاق بصرياً في مجتمع لا يتقبل إعاقته، فإنه من الصعب أن يتقبل نجاحه وتفوقه مثل بقية الأطفال، ويحكمون عليه بالعجز وعدم القدرة على الإبداع لمجرد أنه فقد حاسة واحدة، وهذا يعني أننا علينا مواجهة المصاعب التي تصادفنا بمفردنا وأن نبذل جهداً أضعاف ما يبذله أقراننا الأصحاء، فقط لنثبت للآخرين أننا لسنا أقل شأنا منهم”.
لم تكن الحياة تسير على ما يرام بالنسبة لفتى فاقد البصر، لكن شيئا ما كان يلهمه على أن يجتاز الحواجز واحداً تلو الآخر، وكلما ضاقت به الدنيا يجد الدعم والمساندة من والده وعائلته، ليتمكن من تحقيق أحلامه وشغفه في أن يصبح أحد مقدمي البرامج المشهورين في ميدان الإعلام، ولم يكن مجتبى يدخر جهداً حتى يحصل على مبتغاه، ومع أول فرصة سنحت له في تقديم برنامج عبر “تلفزيون وإذاعة الأهوار” التي تبث من محافظة ذي قار.
يشير مجتبى إلى أن شغفه بالإعلام بدأ في سن مبكرة، إذ كان يقرأ الكتب والصحف ويتابع البرامج الحوارية، كما عمل على صقل موهبته من خلال العمل في مؤسسات إعلامية داخل مدينة الناصرية، وهو اليوم يتطلع إلى العمل في القناة العراقية، لا سيما أن الأمل يحذوه في أن يجد من يؤمن بموهبته.
يذكر أن مجتبى كريم يواصل إكمال الدراسات العليا في جامعة بابل بعد أن حصل على درجة البكالوريوس في قسم علوم القرآن من جامعة ذي قار، إلى جانب ذلك فإنه ناشط مدني ومعد ومقدم برامج في قناة الأهوار، وصانع محتوى على منصة يوتيوب، وعضو برلمان الشباب العراقي.