زيد الحلي
قبل انتهاء عهد الرئيس عبد الرحمن محمد عارف، بنحو ثلاثة أشهر، انعقد ببغداد المؤتمر التاسع لنقابة الصحفيين العراقيين برئاسة النقيب عبد العزيز بركات، وتحديداً في نيسان عام 1968، وأمام حضور الصحفيين، وكان عددهم 411 زميلة وزميلاً، وجميعهم من حاملي صفة «عضو عامل» الذين يحق لهم الترشيح والانتخاب، وكنتُ أحدهم، وقف الزميل الأستاذ سجاد الغازي، متحدثاً بصفته أميناً لسر النقابة عن الأمور المهنية ومجريات العمل النقابي، ثم أعلن مقترحه المهم الذي أصبح أيقونة الصحافة العراقية، وأعني به «عيد الصحافة».
في ذلك المؤتمر، حظي مقترح الزميل الغازي بالموافقة والترحيب، مع عاصفة من التصفيق، إذ تقرر اعتبار يوم الخامس عشر من حزيران عيداً للصحافة العراقية يحتفل به كل عام، وهو يصادف يوم صدور العدد الأول من جريدة “زوراء” في بغداد على عهد الوالي مدحت باشا، سنة 1869، وكان من المناسب أن يبدأ الاحتفال بالعيد في السنة التالية 1969 حيث تصادف الذكرى المئوية لصحيفة “زوراء” .
هذه قصة “عيد الصحافة” الذي نعيشه اليوم، وقد وجدتُ من الإنصاف وصدق التاريخ، الإشارة إلى صاحب فكرة هذا العيد الذي ينتظره الصحفيون في كل عام، معبرين فيه عن سعادتهم في السير بطريق مهنة المتاعب.
وشخصياً، ما زلتُ أعيش فرحاً لا حدود له، حين قرأتُ يوم 17 حزيران سنة 2019 مقالا نشرته الزميلة صحيفة “الزمان” لعميد الصحافة العراقية الأستاذ سجاد الغازي لمناسبة عيد الصحافة العراقية، إذ فوجئت باختياره العبد الفقير لله في ذلك المقال لحمل الراية من بعده، وعاهدت نفسي أمام الله أن أكون عند مسؤولية وشرف هذه الأمانة التي حملني إياها، متمنياً له العمر المديد والصحة الدائمة.
إن عين الصحافة الحقة، المدركة لمسؤوليتها، لها أفق واسع الطيف، وحين تعرض حالة أو قضية مجتمعية ما، فإنها تؤمن بأن ما تطرحه لا ينبغي أن يُعالج من الظاهر، إنما تتم المعالجة من الجذور الأصلية، حتى أطراف الأغصان المتدلية، وهو قرار المعالجة الصحيح، كل عام وأنتم بخير زملائي وزميلاتي.