فخ الأسماء السرديَّة

ثقافة 2019/03/25
...

حسين رشيد
لكل قصة شخوص يقودون الأحداث او يرسمونها، وربما العكس قد تصنع توالي الحدث السردي شخصية معينة، في بعض القصص ثمة شخصيات مقصودة ان كان بطبيعتها وتعاملها وحتى اختيار الاسماء، وهنا أعني قصص الاقتتال والاحتراب الطائفي وهناك من ابتعد عن اختيار الاسماء التي ترمز لكل طائفة كونها ليست بالمعيار الثابت، وفي قصص اخرى تدور أحداثها في فترات سابقة كان تكون فترة الثمانينات او التسعينات من القرن الماضي ولحساسية الحدث ولكي تصل فكرة العمل الى القارئ من دون مَس هنا او هناك، ابتعد بعض الكتاب عن الأسماء التي تشير الى طائفة معينة تلافياً لاي اتهام او انتماء طائفي رغم أنّ من حق الكاتب أن يكتب ما يريد وفق رؤيته الخاصة وقصدية تلك الكتابة، لكن بما أننا في مرحلة الشك والتشكيك والتخوين في كلّ شيء بات ذلك سبة محرّمة بعد ان نصب البعض انفسهم رقباء وحكماء على الجميع بشتى
 الدوافع.
 هناك شخصيات تظهر بشكل تلقائي او مفاجئ في العمل وتغيير كل الفكرة بل تعيد رسم الحدث السردي وربما يضطر الكاتب في بعض الأحيان الى إعادة كتابة القصة وإعطاء مساحة تحرك أوسع لهذه الشخصية التي ثبتت مكانتها في العمل رغم انها جاءت بشكل مفاجئ، استطاعت ارباك الفكرة واعادة رسم خارطة القصة او الرواية التي في ذهن الكاتب بعد أن نزل بالاشخاص والحدث إلى ساحة الورق 
والكتابة. 
وقت الكتابة قد تنمو افكار اخرى وتتسع وتأخذ ابعادا اكبر وتخلق أشخاصا جدد غير موجودين في ذهن الكاتب ما يولد عليه زخما لم يكن بالحسبان اذ كان الموضوع غير حساس، لكن كيف سيكون تعامل الكاتب مع شخصية تدخل العمل فجأة وعليه أن يعطيها اسماء مواكبا للحدث الذي كتب عنه، وهناك كاتب اخر يحصر الحدث بالاشخاص الذين في ذهنه عابرا الى الجهة الاخر باختيار اسماء محايدة او اسماء مشتركة لاتحمل اية دلالات طائفية او دينية بل حتى مناطقية تلافيا لاي اتهام او انحياز يؤشر عليها، رغم ان ذلك يفترض ان يكون متاحا للقاص 
والروائي. 
للأسف هناك من حشر الأدب في شتى الصراعات التي يعاني منها المجمتع العراقي والتي يفترض بالأدب ان يدخلها من أوسع أبواب الحرية بالتناول والطرح والتوثيق لكن في الفترة التي يتشابه بها أمراء الثقافة بأمراء الحرب ويخدمون بعضهم حتما ستضيق الحرية وتتحول الى رموز واستعارات للاختباء من رقباء الطوائف والملل، وحتى هذه الطريقة بالكتابة التي تنتشر في ظل الأنظمة الدكتاتورية هناك من الادباء من اتخذها اسلوبا في زمن التحول الديمقراطي العراقي الذي أخذ ينهل من افكار الدكتاتوريات ان كان بقوانين حكومية او بسبب التهديدات بالقتل والاستهداف اذ ما تعرض اي كاتب وخاض في ما يراه الاخر محرّما من الخوض والولوج لتفاصيله واسراره.