الإيجابيَّة والبناء الأسري

اسرة ومجتمع 2022/06/24
...

  صباح محسن كاظم
 
 ثمة مشكلات تواجه الأسرة في وجودنا هي: القلق، التهويل، المبالغة، تعميم السلبيات، التطرف، والإفراط بنشر السلبيات، حتى إن من يسمع ويقرأ مشكلات الأسر يقول إن الحياة لا تطاق، من ظهور كورونا، والحمى النزفية، وجدري القردة، والمخدرات التي تنتشر بلا وازع من ضمير لتدمير الأسر والشباب والمجتمع. العودة للأخلاق والروح، والصفاء، والطهر تحصن الأسر من الضياع، فضلاً عن إتباع الرموز التي قدمت حياتها من أجل العقيدة والوطن من الشهيد الفيلسوف محمد باقر الصدر، والشهيدة بنت الهدى التي شكلت مع شقيقها ثنائي ((العلم - والفضيلة)) للإصلاح الاجتماعي وزرع الإيجابية بأوساط الأسر العراقية طوال الستينيات والسبعينيات، واستمر شهيد الكفن محمد صادق الصدر ونجلاه في ثورة الإصلاح الأخلاقية وسط التسعينيات إلى شهادته المفجعة، إن التربية الأسرية تمر بأصعب مراحل تماسكها بسبب العولمة والحروب والبطالة، لذا من واجب النخب الثقافية والإعلام المرئي والمسموع والمقروء التركيز على إشاعة الإيجابية وسط هذه الأهوال. في كتاب له أهمية فائقة بعنوان «قضايا علم النفس الإيجابي» الصادر عن دار الرواق – عمان- 2021 أحدث دراسة عربية عن الإيجابية، قدم له الدكتور عبد الستار إبراهيم، والدكتورة رضوى إبراهيم بالقول بالمقدمة ص 14 ((علاج الأعراض المرضية من قلق أو خوف أو كآبة ماهو إلا شبيه بما يسمى باجتثاث الحشائش الضارة بالنسبة لشجرة تنمو ولحياة الإنسان بشكل عام، علاج المرض النفسي لا يتوقف بالتخلص من الأعراض المرضية ولا من الأفكار والأبنية المعرفية التي تستند عليها هذه الأعراض، بل أيضاً بالتركيز على الجوانب الإيجابية وجوانب الصحة والقوة لتغذيتها بالمزيد من التطوير..)). وباستطراد بتوضيح فعاليّة الإيجابية، ((هناك كثير من الدلائل التي تقدمها لنا البحوث العلمية والممارسات الإكلينيكية التي بينت أن تركيز العلاج على جوانب القوة وإعانة الشخص على اكتشاف الجوانب الإيجابية في تفكيره وسلوكه تحقق له أو لها كثيرا من النجاح في العملية العلاجية والتفكير الإيجابي)).
يذكر عالم النفس الدكتور خالد عبد الغني الذي قدم للمكتبة العربية أكثر من 25 كتاباً يعالج المشكلات الفردية والأسرية بوضع الحلول الناجعة لتجاوز كل المشكلات وفقاً لأنماط وأنساق تساعد على الإيجابية لدى الأسرة والمجتمع، وأسهمت بالكتاب عشرات الآراء والأفكار من علماء النفس مع بيانات ومخططات أثرت الموضوع بشكل متكامل. 
التفاؤل أجده أحد أهم الأركان بالبناء الإيجابي بعد حقبة الحروب والعنف لمدة نصف قرن،  لذا نحتاج صفحات يومية من الأسرة والتربية لتطوير الأداء والنهوض من الكبوات، كما تفعل الدول المتقدمة بالإعلام الجاد والهادف والرصين، فمخرجات الحروب تنتج الأجيال المشوهة الشرهة للعنف وكل السلبيات، وامتصاص تلك الانفعالات واجب الأسرة والتشريعات الحكومية بتطوير القابليات نحو الرياضة والفن والثقافة مع تعزيز ثقافة التسامح، وتطوير الأداء بالتعليم، لتطوير الذكاء الفردي والجماعي، وفي ص 42 ((نجاح البرامج التلفزيونية في تنمية السلوك الإيجابي وتطوير الشخصية وتحرير العقل من الخرافات، مرهون بما تقدمه من قصص وأناشيد يتعلم الطفل من خلالها كيف يفكر تفكيراً صحياً وبالتالي يستطيع أن يتصرف بطريقة ناجحة.