جبار عودة الخطاط
1
الغرقى يسأمونَ أيضا
يتبارون
في مسابقات السباحة الطويلة
كما يلعبون الكرة
فتعلق أقدامهم بالطحالب
وتهرع الأسماك لتخليص أرجلهم
والكرة فقاعة كبيرة
في قاع النهر
أو سمكةٌ مدببة أصدافها
مثل كرة فضية
تستمر اللعبة
لعبة الغرق
والفقاعات
ومسيرنا الأبدي في نهرنا الترابي
والروتين النهري
أحيانا تجد السمكة في شبكة الصياد
وسيلة مثلى للانعتاق من الملل
وتحريك يومها الثقيل
وجود الغرقى زاد النهر ثقلا
)ما أثقل ظل الإنسان)
قالتها محارةٌ تسترقُ النظر مختبئة
خشية أن تدوسها قدمُ غريق
فتغرق
النافورات على ضفاف النهر
سأمت هي الأخرى.. تخشّبت
صارت نخيلا
اللعبة تستمر
والملل يتمدد
والفقاعات تزداد
ونحن ما زلنا نهرول خلف الفقاعات
والحكم يغادر ساحة النهر
اللاعبون يشهرون بوجهه الكارت الأحمر
وما زال النهر قطارا مائيا يختنق
ونحن نغرق
والغرقى يلعبون
ويسجلون أهدافاً
في شباك الصيادين
والصيادون فرحون
بأهدافهم الأسماك
2
كلما زار قبره
في مقبرة الشهداء
نبتتْ في رأسه سنابل
تستهوي برائحتها المرقطة
عصافير الغابة القريبة
العصافير التي
تحط على صلعته وتلتقط
حَبَ أفكار نائمة
استفزتها
شظية استوطنت الجمجمة
في حروبه الخاسرة
حروبه التي طالما حدّث أولاده
كيف استشهد فيها وهو يحتضن
صورهم الأسود والأبيض
التي كبرت
وصارت صوراً ملوّنة