ماكرون يدعو لتجنب التصعيد بين بيروت وتل أبيب

الرياضة 2022/07/06
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
فرضت السخونة التي أضفتها مسيّرات حزب الله اللبناني باتجاه حقل كاريش المتنازع عليه مع الجانب الإسرائيلي، هاجسها على المعنيين في بيروت وتل أبيب برغم مرور عدة أيام على ذلك، مرتبطة بما يمكن أن يسفر عنه مسار التفاوض حيال الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، فرنسا دعت إلى تجنب كل ما من شأنه أن يهدد التفاوض، بينما ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد أن "لدى حزب الله أكثر من مئة ألف صاروخ في لبنان تستهدف إسرائيل". 
 
 
وإذا كان ثمة تفاوض غير مباشر بين تل أبيب وإسرائيل عن الحدود البحرية بينهما عبر الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين؛ فأن تفاوضاً ساخناً من طراز آخر بين حزب الله والكيان الإسرائيلي، مفاده السعي لإرساء معادلة الردع التي نجح حزب الله مذ حرب تموز عام 2006 في تثبيتها في مواجهته مع الجيش الإسرائيلي، الأخير يحاول من جهته نسف هذه المعادلة في وقت يتردد فيه كثيراً قبل الإقدام على أي خطوة - كما قال مراقبون عسكريون عبر محطات تلفزة عبرية -، بينما في لبنان يعتقد الكثيرون أن البصمات العسكرية لحزب الله من شأنها تعزيز ودعم زخم الموقف اللبناني في مسار تفاوضه مع إسرائيل.
وبينما جاء موقف رئيس الحكومة المكلف لينأى بحكومته عن عملية حزب الله، قال نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب أمس الأربعاء: إن "إطلاق المسيرات من وجهة نظري، لم يكن يجب أن يحصل في هذه المرحلة بالتحديد لأن المفاوضات تسير بوتيرة سريعة، وموضوع المسيّرات أعادنا إلى نقطة معالجة إمكانية استكمال المفاوضات بدل الاستمرار في مناقشة النقاط التي توصلنا إليها. لكن لم تخرج الأوضاع عما هو غير مقبول. يجب أن يعلم الفريق الآخر أن أفضل حلّ هو السير بسرعة إلى الأمام باستكمال المفاوضات".
وأضاف، "هناك تقاطعات ومصالح مشتركة يجب على لبنان الاستفادة منها. الأوروبيون بحاجة إلى غاز، وقعوا اتفاقيات مع مصر وإسرائيل، والاستقرار في المنطقة ضروري لاستمرار انتاج الغاز وهذه نقطة قوة بالنسبة له"، وجزم بو صعب أن "المسيّرات أطلقت من دون علم الدولة اللبنانية والمعنيين بالتفاوض، أما سببها فلا جواب لديّ حول ذلك. لكن الأهم هو استدراك الموضوع والحثّ على استمرار التفاوض، ولبنان يتفاوض من موقع قوة".
في السياق، حذر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد، بقوله: إن "إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء هجمات حزب الله"، مضيفاً بعد اجتماعه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقصر الإليزيه بباريس: "قبل أيام قليلة، حاولت طائرات بدون طيار إيرانية الصنع مهاجمة منصة غاز إسرائيلية بالقرب من الساحل اللبناني"، متابعاً: "هذه الطائرات بدون طيار أرسلها حزب الله، الذي (يهدد استقرار لبنان وينتهك سيادته) ويدفعه نحو التصعيد الخطير مع إسرائيل، ويضر بالمصالح الوطنية للبنان"، على حد زعمه، وشدد على أن "لدى حزب الله أكثر من مئة ألف صاروخ في لبنان تستهدف إسرائيل".
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بدوره، دعا إلى "تجنب أي عمل من شأنه أن يهدد العملية الجارية بين لبنان والدولة العبرية بشأن قضية الغاز الشائكة"، بحسب "وكالة الصحافة الفرنسية"، وأضاف "أود أن أتحدث عن المفاوضات حول الحدود البحرية مع إسرائيل، للبلدين مصلحة في التوصل إلى اتفاق يسمح باستغلال الطاقة لصالح الشعبين".
إلى ذلك، أكدت وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الهرار خلال تفقدها منصة التنقيب عن الغاز ‏كاريش، أن "استخراج الغاز من المنصة الواقعة في المياه الاقتصادية ‏الإسرائيلية 80 كيلومتراً غرب شواطئ إسرائيل سيبدأ في شهر أيلول ‏المقبل"، وحذرت في تصريح لها، حزب الله من أن "أي محاولة ‏للاعتداء عليها سيلاقي رداً إسرائيلياً بمختلف الأدوات المتوفرة لدينا".‏