قبل أيام، تأهل منتخبنا الأولمبي بكرة القدم الى نهائيات كأس آسيا تحت 23 عاماً التي ستقام في تايلاند مطلع العام المقبل والمؤهلة إلى أولمبياد طوكيو 2020 بعد ان تصدر العراق مجموعته الثالثة بفارق الأهداف عن المنتخب الايراني في التصفيات التي أقيمت في طهران للفترة من ( 26-22) آذار الماضي وقد خاض فريقنا غمار هذا الاستحقاق في ظروف صعبة من حيث الامكانات المادية والاصابات التي واجهت الفريق قبل واثناء المباريات، فضلا عن عدم تمكن المدرب عبد الغني شهد الاستفادة من خدمات لاعبي المهجر على غرار مروان البازي، واحمد حسن ، ولؤي العاني، ومهند جعاز عباس محمد، واندريه سناطي واخرين، بسبب انتهاء مدة التسجيل في الاتحاد الآسيوي التي حددها في بداية شباط الماضي وعدم تمكن بعض اللاعبين من انجاز اوراقهم العراقية بسبب سلسلة من الاجراءات الإدارية والقانونية المعقدة .
مشكلة البازي
لقد اختلفت العراقيل الإدارية والإجراءات الروتينية التي حالت دون تواجد لاعبينا المغتربين مع المنتخب الأولمبي، فعلى سبيل المثال لم يتمكن مهاجم نادي نوربي السويدي مروان البازي من الحصول على بيان ولادته ومن ثم الشروع بمعاملة اصدار الجواز في سفارة العراق في ستوكهولم، بسبب عدم تسجيل واقعة زواج والديه في الأحوال المدنية والمحاكم العراقية، لاسيما أن آسرته هاجرت إلى أوروبا في بداية تسعينيات القرن الماضي، وعلى الرغم من محاولات لجنة المغتربين التابعة لاتحاد الكرة - التي تعاني هي الأخرى من الإهمال و تهميش أعضاء المكتب التنفيذي لدورها بسبب عدم وجود أي رئيس فعلي لها حتى الآن - في تذليل المعوقات ومساعدة والد اللاعب الذي حضر الى العراق بمفرده وذهب بنفسه الى زاخو لكن تلك المحاولات باءت بالفشل وبالتالي لم يتمكن صانع الألعاب والمهاجم من الانضمام الى كتيبة المنتخب الأولمبي خلال فترة التصفيات السابقة.
احمد حسن
اما مشكلة مهاجم نادي نايستفيد الدنماركي احمد حسن فتكمن بأن اسم والده في الجواز العراقي غير مطابق مع جوازه الدنماركي الحالي وان هذه النقطة انسحبت على اللاعب المسجل حاليا في دوائر الضريبة الدنماركية باسم والده الجديد وقد تم تعميمه على الاتحادين الدنماركي والاوروبي، وقد أكد اللاعب حسن ان سبب تغيير اسم والده خوفا من ملاحقة النظام السابق وبالتالي لم تستطع لجنة المغتربين من الحصول على مستمسك قانوني واحد يحمل اسم والده كما هو مسجل في دوائر الجنسية والاحوال المدنية العراقية ويطابق كنيته الحالية وقد تم استبعاده من قائمة الأولمبي لهذا الأمر على ان تتم معالجة الموقف بعد التصفيات عن طريق العودة الى الاسم القديم .
بيانات العاني
لم يتوقع الجهاز التدريبي للمنتخب الأولمبي ان يذهب الى طهران من دون لاعبه المميز لؤي العاني المحترف في الدوري المغربي الذي تواجد في أربعة معسكرات تدريبية وكان مواظبا على الحضور والتمرين بسبب خطأ كارثي في بيانات الولادة الصادر من السفارة العراقية في المغرب، فقد تم تسجيل اللاعب على انه من مواليد العام 1999 ولاحقا تم اصدار جواز عراقي بهذا التولد، في حين ان بيانات ولادته في المغرب وجوازه المغربي يشيران الى انه من مواليد العام 1997 وبالتالي لم يسعف الوقت هذا اللاعب من اجل تصحيح الموقف قبل موعد التصفيات وتم ابعاده.
الدعم الحكومي
مما سبق وبعيداً عن السياقات الروتينية والإجراءات الإدارية المتبعة فأن تواجد هؤلاء اللاعبين الذين يعول عليهم كثيرا الجهاز التدريبي في تصفيات كأس آسيا الاولمبية المقبلة في تايلاند سيكون في عاتق الحكومة لاسيما وزارة الشباب والرياضة بغية اختصار الوقت وتذليل الكثير من المهام ويكمن حلها في الاجراءات البسيطة التالية :
في ما يتعلق باللاعب مروان البازي تقوم وزارة الشباب والرياضة او أي جهة حكومية بتوجيه الدعوة الى والد ووالدة اللاعب للحضور الى العراق والتوجه الى محافظة دهوك وتحديداً الى مدينة زاخو من اجل توثيق عقد زواجهما في الدوائر والمحاكم العراقية ومن ثم اصدار بيان الولادة والبطاقة الموحدة لابنهما مروان البازي والحصول على جوازه العراقي والشروع في معاملة نقل ملفه من الاتحادين الاوروبي والسويدي الى الاتحادين الاسيوي والعراقي على ان تتحمل الوزارة نفقات واجور وتذاكر السفر من السويد الى العراق وبأسرع وقت
ممكن.
- بشأن اللاعب احمد حسن يتم تكليف أحد اعضاء لجنة المغتربين المتواجدين في أوروبا بالذهاب الى اسرة اللاعب وإقناعها بضرورة الشروع بتغيير اسم والد اللاعب في دائرة الضريبة الدنماركية وان يعود الى اسمه القديم المسجل في دوائر الأحوال المدنية العراقية ومخاطبة السفارة العراقية في كوبنهاغن عن وزارة الشباب والرياضة عبر الخارجية العراقية، بضرورة الإسراع بإنجاز بيان ولادة اللاعب ومن ثم الحصول على الجواز العراقي وتسجيله في الاتحاد الاسيوي
قريبا.
- ذات الكلام يقال عن اللاعب لؤي العاني بأن توجه وزارة الشباب الى اللاعب (وعلى نفقتها ) من اجل حضوره الى بغداد وتقديم طعن رسمي في احدى المحاكم العراقية ضد بيان الولادة الصادر عن السفارة العراقية في المغرب والحصول على قرار محكمة شرعي بغية تغيير تاريخ ميلاده مقارنة مع بيان ولادته الصادر من المستشفيات المغربية الذي يشير الى انه من مواليد العام 1997 وليس 1999 ومن ثم اصدار جواز عراقي جديد قبل تقديم المعاملة الى الاتحاد الدولي من اجل نقل سجله من الاتحاد المغربي الى العراقي وهكذا الحال مع بقية اللاعبين المغتربين الاخرين الذين يرغب الجهاز الفني في ضمهم الى صفوف الأولمبي في الفترة المقبلة شريطة ان تتم هذه الاجراءات برعاية الحكومة لتذليل الكثير من المعوقات .