غالب عباس العميدي
من الإصدارات الجميلة عن مهرجان تمصير الحلة الثامن/ 2022، صدر للشاعر شكر حاجم الصالحي جهده التوثيقي بعنوان (الملا القصاب الشاعر.. نبض ونصوص ومشاعر) وقد كشف فيه مؤلفه عن جوانب مهمَّة من حياة الشاعر القصاب، موضحاً ذلك من خلال الصور النادرة التي زينت الكتاب وأضافت له جماليَّة نادرة. ومن جمال هذا الكتاب/ الوثيقة أنَّ ناقداً كبيراً وعلماً وباحثاً فولكلورياً بمنزلة الأستاذ باسم عبد الحميد حمودي تكرم وشرف بتقديم مقدمة للكتاب زادت من أهميته، إذ يقول حمودي في مقدمته: "كنت واحداً ممن أشاروا على الشاعر الباحث الأستاذ شكر حاجم الصالحي بتأليف هذا الكتاب النادر عن شاعريَّة وحياة صاحب الموهبة المتفردة الملا محمد علي القصاب"، ويضيف حمودي: "وإذا كان الشاعر المحقق صلاح اللبان قد نشر مجموعة شعريَّة للقصاب كديوانٍ له فإنَّه قدّم خدمة كبيرة لشعر القصاب الذي رحل عن دنيانا عام 2004 تاركاً الكثير من قصائده ومقاطعه الشعريَّة مبعثرة من دون جمعٍ ومن دون دراسة فنيَّة تحليليَّة".
وفي مفتتح الكلام يشير المؤلف الصالحي بالقول: "سرني جداً مبادرة الصديق الشاعر الباحث صلاح حمود اللبان بإصدار كتابٍ بعنوان (الملا محمد علي القصاب.. حياته وشعره) بطبعتين آخرهما في العام 2018، وهذا الكتاب أحيا في دواخلي الشغوفة بشعر الملا وإنسانيته، الرغبة في استكمال ما بدأه اللبان في جهده الطيب".
ضم كتاب الملا القصاب الشاعر عدة مباحث منها: (ما لا تعرفه عن الشاعر الملا محمد علي القصاب، الملا القصاب جندياً، نصوص غنائيَّة، مساجلات القصاب الشعريَّة، ما بين كوكب الشرق والملا محمد علي، الملا القصاب رادوداً، مع دارميات الشاعر القصاب وأبوذياته، الشاعر القصاب في مرايا الآخرين، الشاعر القصاب في قصيدتين نادرتين، حبيبي أمك مـ... تقبل، الشاعر في دائرة الأصدقاء مرآتي عراقيَّة، من مواويل الملا، أبوذيات مختارة، وهناك كلمات محبة دونّها أصحابها اعترافاً بجهد الشاعر وإبداعه).
ومن أبوذيات الشاعر القصاب:
اتلفت زهرة شبابي بسوالف
وكضيت اسنين هايم بسوالف
يدولابي دخيلك بسوالف
تلف مكلوب وين اتريد بيّه
*********
وفي أبوذيَّة أخرى يقول القصاب:
حبيبي جم جنايه عليّ جنيت
تجن وكلت ها.. باليل جنيت
خذت عكلي وإلي من مشيت جنيت
هله رديت.. رد العكل ليه
ومن كلمات المحّبة التي زينّت خاتمة الكتاب ما كتبه الباحث والشاعر كاظم السيد علي بهية نقتطف منها بعض السطور:
... وللشاعر القصاب كان له الدور المهم في دعم تجربة المطربين والذين وجدهم يستمعون أغانيه أمثال: سعدي الحلي، وجعفوري محمد، وعبد الله النجفي، ومحسن الكوفي، وزكي شنين، وخضير جدي، وعبد الزهرة الفراتي، وبلاسم لطيف، ومكصد الحلي، ولم يقتصر على كتابة أغانيهم فقط بل كان يقوم بتلحينها بنفسه.
وفي الختام.. لا بُدَّ من توجيه الثناء الى اللجنة العليا لمهرجان تمصير الحلة التي لولاها لما استمتعنا بعشرات الكتب النافعة، والشكر لمن أبدى رأياً سديداً في تقويم هذه التجربة الحضاريَّة والشكر كله لأولئك المحبين الذين دوّنوا مشاعرهم الصادقة في إبداع الملا القصاب محمد علي.